اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 122
أما أسماؤه فكثيرة، قال الله عز وجل: ولِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ... (180) «1»
وفي الحديث: «أسألك بكل اسم هو لك علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك» [2] اه كلامه.
ثم بين معنى الاسم في اصطلاح النحويين، وفي اصطلاح اللغة، ثم قال:
" وأما ذاته عز وجل فهي حقيقة قديمة [3] أزلية، لا تدركها الأفهام، ولا تخيّلها
(1) سورة الأعراف، آية: 180. [2] جزء من الحديث الذي أخرج الإمام أحمد في المسند (1/ 391، 452) والحاكم في المستدرك (1/ 509)، وقال عنه الحاكم:" هذا حديث صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه فإنه مختلف في سماعه عن أبيه"، وتبعه الذهبي في التلخيص وزاد:" وأبو سلمة لا يدرك من هو؟ ولا رواية له في الكتب الستة" اه. [3] قلت: اختلف السلف في إطلاق لفظ" قديم" على ذاته المقدسة فبعضهم كره وصفه جل وعلا بالقدم، لأنه قد يطلق مع سبق العدم، نحو كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (يس: 39)، قالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ (يوسف: 95) وقالوا لم يرد وصفه بذلك في نصوص الكتاب وما ورد من السنة لا يثبت وإنما الوارد في الكتاب والسنة أنه سبحانه الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء.
وبعض السلف أجاز إطلاق لفظ القديم على الله، ووصفه بذلك، لما أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 17) بسند ضعيف عن أبي هريرة في إحصاء أسماء الله تعالى وعدها فذكر منها" القديم" ولحديث دخول المسجد: «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم» وأقل ما يقال عنه إنه حسن، (سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب فيما يقوله الرجل عند دخوله المسجد).
ولا ريب أنه إذا كان مستعملا في نفس التقدم- أي بمعنى الأول الذي ليس قبله شيء- فإن ما تقدم على الحوادث كلها أحق بالتقدم من غيره. (انظر شرح الطحاوية ص 115). ولفظ" أزلي" معناه: قديم، ولم يرد في النصوص الشرعية تسمية الله تعالى ولا وصفه بهذا اللفظ فيما أعلم، وإنما هو من ألفاظ أهل الكلام فهم يقولون: إن الأزل عبارة عما لا افتتاح له سواء كان وجوديا كذات الله أو عدميا كأعدام ما سوى الله، لأن العدم السابق على العالم قبل وجوده لا أول له فهو أزلي" (انظر منهج ودراسات لآيات الصفات للشنقيطى ص 8).
اسم الکتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية المؤلف : الطوفي الجزء : 1 صفحة : 122