اسم الکتاب : الاعتدال في الدعوة المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 11
وضد ذلك: من يتهاون في الدعوة إلى الله عز وجل فتجده يرى الفرص مواتية والمقام مناسبًا للدعوة إلى الله، ولكن يضيع ذلك، تارة يضيعه لأن الشيطان يملي عليه أن هذا ليس وقتًا للدعوة، أو أن هؤلاء المدعوين لن يقبلوا منك، أو ما أشبه ذلك من المثبطات التي يلقيها الشيطان في قلبه، فيفوت الفرصة على نفسه.
وبعض الناس إذا رأى مخالفًا له بمعصية بترك أمر أو فعل محظور كرهه، واشمأز منه، وابتعد عنه، وأيس من إصلاحه، وهذه مشكلة، والله سبحانه وتعالى بيّن لنا أن نصبر، وأن نحتسب، قال الله تعالى لنبيه: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [1] فالإنسان يجب عليه أن يصبر ويحتسب، ولو رأى على نفسه شيئًا من الغضاضة، فليجعل ذلك في ذات الله عز وجل، والنبي صلي الله عليه وسلم عندما أدميت إصبعه في الجهاد، قال: هل أنت إلا إصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت. [1] سورة الأحقاف، الآية: 35.
اسم الکتاب : الاعتدال في الدعوة المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 11