اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 96
سياسة التنصير في العالم الإسلامي:
تبشير أم تنصير:
من الأفضل أن نسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة، ولذلك فإننا نرى أن استعمال كلمة التنصير هي الأكثر دلالة على المطلوب من كلمة التبشير التي استعملها بعض الكتاب للتعبير بها عن ذلك الجهد الذي يبذله المتخصصون من النصارى في بث تعاليم الإنجيل بين المسلمين وغيرهم بهدف تنصيرهم وتحويلهم من الإسلام إلى النصرانية واتباع تعاليم الإنجيل بدلا من القرآن والولاء للكنيسة بدلا من المسجد.
وقد يكون مفيدًا للدارسين لهذه القضية أن يعلموا أن سياسة التنصير والعمل على بث تعاليم الإنجيل بين المسلمين ليست جديدة، وإنها ليست وليدة هذا العصر، بل هي قديمة قدم الإسلام نفسه، ويمتد تاريخها إلى عصر النبوة ثم عصر الخلفاء الراشدين وبني أمية، ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا.
وأقدم وثيقة سجلت لنا تاريخ الحوار المسيحي الإسلامي هو القرآن الكريم وما جاء فيه من آيات سجلت لنا ما كان يدور بين الرسول وأهل الكتاب في المدينة المنورة، وهذا الحوار كان يشتد أحيانا ليأخذ شكل الصراع الذي يذهب إلى مستوى الكيد والتدبير؛ لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يهدأ في بعض الأحيان فيأخذ شكل الحوار العقلاني، ولقد سجلت لنا سورتان كريمتان من سور القرآن الكريم ما كان يجري من حوار بين الرسول وأهل الكتاب وهما: "سوررة آل عمران، وسورة المائدة" والذي يتدبر آيات الحوار
اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 96