اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 82
الغرب الثقافية، واكتفى بعضهم بأن يكتب -ساخرا- عن تطبيق الشريعة الإسلامية وتنفيذ الحدود في السارق والزاني وشارب الخمر، ويقول على سبيل السخرية: من الذي يتولى قطع يد السارق الجزار أم رئيس الجمهورية؟ وحاولوا من خلال مراكزهم الاجتماعية في وسائل الإعلام أن يكتبوا المسرحيات والمسلسلات التليفزيونية التي تسخر من رجل الدين ورجال اللغة العربية، وتنال منهم كَرُمُوز للفكر الإسلامي والقائمين على حراسته، وكم من مسرحيات أو مسلسلات كتبها أصحابها لهذا الغرض وكان أثرها في نفسية المجتمع أشد وأعظم من وقع الحسام على الرقاب، وترتب على ذلك أن تغيرت نظرة المجتمع إلى معلِّم الدين ومعلم اللغة العربية وتراجعت مكانة كل منهم عن الصدارة الاجتماعية؛ ليحل محلها الرجل "المودرنيزم" الذي صنعه الاستشراق على عينه، وتعهده وكلاء الاستشراق في بلادنا بالمناصب القيادية المؤثرة في توجيه الرأي العام في المجتمع؛ ليقول الناس: ما أريكم في وسائل إعلامكم إلا ما أرى.
ولقد كان للبلاد الإسلامية نصيب موفور في هذا الشأن، وكانت الوسائل الاستعمارية التي نادى بها الاستشراق في العالم الإسلامي تهدف كلها إلى إضعاف الروح الإسلامية بين الشعوب، وتعمل على بث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد؛ ليسهل بعد ذلك السيطرة عليها كما روَّج المستشرقون كذلك لبعض القضايا التي كانت لها أخطر النتائج في ازدياد عوامل الفرقة بين صفوف المسلمين، فمن ذلك مثلا:
1- العمل على إحلال العاميات محل اللغة الفصحى في مصر
اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 82