وتشريده في العالم وبناء دولتهم على أنقاضه ورفاته.
ولا يخفى على مطلع أسلوب المكر والدهاء والخبث التي وصل اليهود به إلى هذه الغاية. فالأعلام الناجح لليهود الذي صورهم دائماً بصورة المستضعف الذي يريد السكن والمأوى، والمسالم الذي يريد السلام وينشر الحب والأعمار، وتصوير أعدائهم (نحن) بصورة الوحش الضاري الذي يريد افتراسهم وطردهم من أرض آبائهم وأجدادهم والذي يريد إبقاء أرض تحت ملكه لا يستفيد بها ولا يزرعها ولا يستغل ثرواتها بل هو في غنى عنها كل هذا أعطى العالم صورة عن شرعية عمل اليهود في فلسطين ووجوب بقائهم فيها وعقلانية إقامة دولتهم عليها. هذا الأعلام الخارجي الناجح انضم إليه العمل الداخلي الدائب في تزهيد الفلسطيني في أرضه، وتشريده منها: بالإغراء تارة، وبالتهديد والتخويف تارة أخرى، وبدفنه فيها تارة ثالثة، ثم عمل اليهود الحثيث على مستوى الدول العربية هذه الدول التي توجب وصية على هذا الشعب وذلك بإقامة الجامعة العربي. وعمل هذا الوصي (الجامعة العربية) منذ تولي هذه الوصاية بمنتهى الغباء والسذاجة. (ومسلسل هذا العمل يطول شرحه) ، المهم أن اليهود استطاعوا في توجههم بالعمل نحو البلاد العربية، تمزيق هذه الدول، وإشاعة الفتنة والفوضى فيها وأشغالها بمشاكلها الداخلية عن عدوها الحقيقي، وعن غنيمتها التي تهضمها في بطء وشراسة.
ومسلسل الحروب الهزلية التي تتابعت بين الدول العربية واليهود قد أوصلتنا -وهذا هو المهم¯ إلى مراد اليهود النهائي وهو إقامة دولتهم في فلسطين واعتراف العالم أولاً بها ثم التصديق والاعتراف من الدول العربية التي كانت وما زالت تدعي الوصاية والحماية لأرض فلسطين وشعب