responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على أوضاعنا السياسية المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الخالق    الجزء : 1  صفحة : 85
* والصورة التي ذكرها الله عنهم في غاية الغرابة فإبراهيم وإسحاق ويعقوب أنبياء صالحون وبنو إسرائيل اختارهم الله سبحانه وتعالى لحمل رسالته، وإبلاغ شريعته للناس ولعبادة الله سبحانه وذكر الله أنهم اختارهم وفضلهم على العالمين كما قال تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين} ولا شك أن هذا التفضل هو على العالمين في زمانهم فقط بدليل لعن الله لهم بكفرهم برسالة محمد النبي أخذ عليهم العهد بأن يؤمنوا بها، كما قال جل وعلا: {لن يضروكم إلا أذى وأن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون. ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} (آل عمران: 111-112) .

* وقد أخبر تعالى أن اختيارهم على العالمين كان عن علم أنهم أصلح الناس للقيام بدعوة الله في هذا الزمان، كما قال تعالى: {ولقد اخترناهم على علم على العالمين} أي على علم بأنهم أصلح الناس وأحق الناس في هذا الوقت بالاختيار. ثم انتهى هذا الاختيار بإصفاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من العرب ومن آمن به من سائر الأجناس كما قال جل وعلا: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} الآية، وأخبر تعالى أن اليهود الذين يقدرون معنى الإصفاء والاختيار والتكريم بالرسالة حسدوا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحسدوا العرب وسائر الشعوب على هذا التكريم ووجدوا أن احتكار الدين والرسالة والنبوة كل هذه الفترة التي سبقت محمداً صلى الله عليه وسلم إلى زمان إبراهيم عليه السلام قد انكسر الآن، وقد خرجت الرسالة منهم إلى غيرهم فنافسوهم وحسدوهم وآثروا الكفر على الإيمان كما قال تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على

اسم الکتاب : أضواء على أوضاعنا السياسية المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الخالق    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست