والمسلمون هم الأمة الوحيدة الذين نعم اليهود في رحابهم بالعدل والمرحمة مع معرفتهم لمكرهم وخبثهم، وأما الشعوب الأخرى فإنهم ما كانوا يكادون الوقوف على مكرهم حتى يعملوا فيهم الإبادة والتقتيل والتشريد.
وإذا كان اليهود ينعمون في عالم اليوم بالأمن والتأييد من دول المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي، فإنما هو إلى حين، وذلك أن إجادة التباكي من اليهود على المآسي القديمة التي حلت بهم وإتقان التخفي والحيطة والحذر والظهور بمظهر الحملان الوادعة كل هذا لن يدوم طويلاً، وقد بدت تباشيره الآن بين الشعب الأمريكي والشعوب الأوروبية بصرف النظر عن موقف هذه الحكومات التي لا يصل رؤساؤها إلا مناصبهم إلا على أجنحة الدعاية اليهودية وأموال المؤسسات اليهودية، ولا يبقى وزراء هذه الدول في مناصبهم إلا بالحيل اليهودية والتسهيلات الصهيونية التي جندت النساء والأموال واشترت الذمم والضمائر في وقت انعدم فيه الضمير والذمة، ومع كل هذا فحبل الباطل قصير، والكذابون الغشاشون لا بد وأن يظهر الله كذبهم وغشهم.
واليهود الذين يكنون للعالم كله حقداً أسود تراكم في صدورهم عبر القرون، ويحملون في رؤوسهم أفكاراً يؤمنون بها، وهي أنهم شعب الله المختار، وأمته المحبوبة المباركة، وينتظرون المسيح المخلص الذي يضع العالم كله تحت أقدامهم، وبنو البشر جميعاً عبيداً لهم، يعملون لهذا بكل ما أوتوا من قوة، وإذا كانوا يمدون إلينا نحن المسلمين اليوم يداً ملطخة بدماء الأبرار منا، ويطلبون العيش الآمن والسلم الدائم، في أرض نجسوها بدنسهم ودقوا أوتادهم فيها على عظام شهدائنا والمخلصين من أمتنا، فإنهم لم يطلبوا سلماً طيلة حياتهم وتاريخهم وإنما طلبوا الحرب بكل سبيل، وما