العقائدي والفكري والاجتماعي الهائل أمر مستحيل فكيف يرجى أيضاً أن يكون مع هذا التجاور سلم وصلح وسلام!!؟ الذين يظنون إمكان هذا في عالم الواقع يعيشون في غيبوبة كاملة عن الواقع، ويناقضون حركة التاريخ وأخلاق الأمم.
ثانياً: لا يقف المسلمون واليهود على هذا التراث الهائل من الكراهية والحقد والتناقض فقط، وهذا أمر ماض ربما نقول فيه كما قال كيسنجر: "اللي فات مات"، وإنما الأهداف (المستقبلية) للأمتين تختلفان وتتناقضان تناقضاً جذرياً، فبينما يسعى المسلمون بعد التمزيق الذي أحدثته الحرب العالمية الأولى والثانية إلى جمع شتاتهما وإيجاد نوع من الوحدة والتناسق بين الأقاليم المختلفة وبروزهما كقوة محايدة بين القوى العالمية المتنازعة وإحياء دورهم التاريخي الذي اختارهم الله سبحانه وتعالى بأن يكونوا أمة مهتدية هادية تعدو إلى الله سبحانه وتعالى، أقول بالرغم من وضوح هذه الأهداف في حث أبناء الأمة الإسلامية وسعيهم إلى ذلك فإن الأمة اليهودية تسعى بما لديها من قوة لتكون هي القوة الثالثة في العالم في هذه المنطقة ولتكون سنداً وامتداداً لقوة أمريكا واصبعاً ومخلباً لها في هذه الأرض، ولتعيش على ثروات هذه الأمة وتستغل تناقضها وتمتص جهدها وقوت أبنائها ولتشفي غيظها من حقدها التاريخي نحوها، وما التوسع اليهودي الدائم والاستيطان الدائم، واستجلاب اليهود من كل مكان في الأرض نحو فلسطين إلا بدايات لهذه الأهداف التي يسعى اليهود إليها، فكيف تتجاور أمتان وتتصالحان وينشأ بينهما صلح وسلام، وهما تحملان هذه الأفكار والأهداف للمستقبل؟!
وأخيراً فالوهم الكبير الذي يريد الساسة وضع الأمة فيه أصبح مكشوفاً لكل ذي عينين، والإصرار على بث هذا