واكتشف الناس جديداً في هذا الكون زادت الحيرة والإرباك وتبخرت آمال السعادة والأمن والاستقرار فالإنسان قد أصبح يعيش على أرض ادخر على سطحها من آلات الدمار والخراب ما يكفي لتدمير الأرض عشرات المرات!! فأين الأمن؟ وما زالت الجرائح والأمراض والأوبئة والزلازل.. تهدد حياة الإنسان ووجوده، وهذه المخترعات الكثيرة ووسائل الراحة والرفاهية قد انقلبت بدلاً من أن تكون نعمة إلى أن تصبح هلاكاً للنفس والضمير وتشويهاً لجسم الإنسان وإفساداً لبيئته، والأسئلة الحائرة لا جواب عليها، وابتدأ الإنسان يشعر بضالته وصغره عندما عاين عجائب الخلق نحوه فرأى الأرض الصغيرة الضائعة وسط طوفان هائل من النجوم والكواكب والمجرات التي تسبح في أماد فسيحة لا يدركها عقل ولا يحيط بها حساب أو علم ورأى الإنسان أن المادة التي آمن بها تنغلق على سر عجيب هو سر الذرة والإلكترون وإن هذا الجزء الذي يتناهى في الصغر هو من أعجب الأمور وإن لم يكن أعجبها ولم يدر الإنسان لليوم لماذا كان كل هذا؟
وفي منتصف هذا القرن العشرين وقف الناس من جديد على حافة الهاوية وابتدأ الكفر بالإله الجديد، وبدأ هذا الكفر من علماء المادة أنفسهم الذين قالوا لقد وصلنا إلى طريق مسدود، وابتدأ صراخ الناس من كل ناحية أننا نتدمر.. نتمزق.. الأزمات.. أسلحة الدمار الحروب.. الصراع، وابتدأت حركة ردة جماعية جديدة عن العبادة المادية للإله المادي.. ولكن هذه الردة تلونت بألوان شتى، فقد وجد كثير من الناس سعادتهم في الحبوب المخدرة والمنومة التي تساعد الإنسان على الهروب من عالم الواقع إلى عالم الخيال، واغرق آخرون في الجنس والمتع الحسية إغراقاً ليس للاستمتاع، ولكن للهروب أيضاً من واقع الحياة السيء، ولما لم يتحقق هذا الهروب باللقاء الفطري بين الذكر والأنثى تحول