responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 89
إنه لم يشبه أساليب العرب السابقة، ولم يشبهه أسلوب لاحق، وقد أعجز العرب وهم أئمة البلاغة والبيان، وأمراء الفصاحة والجزالة، وسادة الشعر والنثر وقد حاولوا أن يعارضوه فوقفوا مغلوبين على أمرهم مقهورين، مقرين معترفين بجلال القرآن وعظمته وأنهم عاجزون عن الإتيان بآية من آياته.
ومن أهم هذه البلاغة:
أ- استعمال القرآن الكريم للمجاز في آيات كثيرة، نضرب أمثلة على ذلك:
قوله تعالى: {يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} [1].
فالآية نسبت الفعل إلى الظرف وهو اليوم، وجعلته فاعلا متحركا ينبض بالحياة والحيوية، ليزيد تأثير اللفظ في القلب، ويمسك بجماع اللب والفؤاد.
وقوله تعالى: {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [2], والمراد أن العيشة مرضية وقوله سبحانه: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} [3], أي عزم عليه.
وقوله جل شأنه: {فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} [4], أي فما ربحوا فيها.
ب- التشبيه: إن التشبيه من أجود أنواع البلاغة ومن أشرفها وأعلاها، والغاية منه تأنيس النفس وتقريب البعيد وإظهار الخفي، ومن هذه الصور الرائعة قول الله تبارك وتعالى:
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [5].
وقوله: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} [6].
جـ- الاستعارة: وهي مزج المجاز بالتشبيه، فهي مجاز علاقته المشابهة وهي

[1] المزمل: 17.
[2] الحاقة: 21.
[3] سورة محمد: 21.
[4] البقرة: 16.
[5] البقرة: 74.
[6] إبراهيم: 18.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست