responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 38
باجتنابه، وإن قدر الله ينفذ عن طريق حركة الإنسان، وتفاعله مع الواقع ومع الحياة والأحداث.
قال الله جل ثناؤه: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [1] , وقال سبحانه: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [2].
ومن ثمرات إيجابية الثقافة الإسلامية أنها تشعر الفرد المسلم بضخامة مسئوليته وبأهميته في الحياة الدنيا وفي أحداثها ووقائعها، وأنه لم يخلق عبثا, وليس شيئا تافها وإنما هو قدر من أقدار الله، بتحركه تتحقق إرادة الله ومشيئته، وإن وجوده فوق الأرض يستوجب عملا إيجابيا بناء مستمرا دائما في ذات نفسه، وفي الآخرين من حوله، وهو خليفة الله في أرضه، والخلافة تقتضي شكر المنعم المتفضل دائما بأداء الواجبات الروحية والمالية، وأن يحرص على تطبيق منهج الله وشريعته في الحياة الإنسانية، وأن يجاهد بنفسه وماله، بيده ولسانه، بقلمه وفؤاده لدفع الفساد عن الأرض.
ومن ثمرات إيجابية الثقافة الإسلامية أيضا أنها تعلي من شأن الفرد المسلم وترفع من قيمته في نظر نفسه وفي نظر الآخرين، المحبين، والمغرضين، وترفع من اهتماماته وغاياته وأهدافه، فيأبى أن يزاحم الناس من أجل مطالب قريبة، أو يقاتلهم حرصا على منافع شخصية، إذ المسلم أبعد هدفا من هذا كله.. إنه يحمل عبئا ثقيلا وأمانة عظيمة ورسالة قدسية تحلو في سبيلها التضحيات، ويعذب من أجل العذاب والجهاد. وهو يعمل بصمت وجدية وإخلاص من أجل أن يلقى الله تعالى وقد أدى الأمانة وسلك سبيل المصطفى عليه الصلاة والسلام، ونهج في الدعوة نهجه ودعى إلى هديه.

[1] سورة الرعد: 11.
[2] سورة التوبة: 14، 15.
خاصية الواقعية المثالية:
تمتاز الثقافة الإسلامية بميزة فريدة عظيمة تميزها عن سائر الثقافات، هذه
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست