اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 293
بالجهاد، وإنما يدل على أن الجهاد لم يكن عليهم واجبًا لما فيه من مغايرة المطلوب منهن من الستر ومجانبة الرجال، فلذلك كان الحج أفضل لهن من الجهاد"[1].
وقد تطوعت كثيرات من النسوة في الجهاد على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ففي غزوة أحد خرج عدد من النساء، منهن أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية التي قاتلت للضرورة، فضربت بالسيف ورمت بالنبل حتى أثخنتها الجراح وهي تدافع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والثابت أنها خرجت مع زوجها وابنيها، كما حدثت عن نفسها ولترى ما يفعل الناس في الحرب فلما رأت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد كسرت رباعيته، قاتلت دونه، والقتال في هذه اللحظة يصبح فريضة عين على المسلم والمسلمة. قال -صلى الله عليه وسلم- فيها: "ما التفت يمينًا وشمالًا يوم أحد إلا وأنا أراها تقاتل دوني" [2].
ومنهن أيضًا أم سليط بنت عبيد بن زياد، وعائشة بنت أبي بكر وأم سليم وفي الحديث الذي رواه أنس -رضي الله عنه- إشارة إلى ذلك حيث قال: "لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمستمرتان أرى خدم[3] سوقهن تنقزان القرب".
وقال غيره: [4] تنقلان القرب، متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم.
وفي حديث عمر بن الخطاب, رضي الله تعالى عنه: "أن أم سليط[5] كانت تزفر لنا القرب يوم أحد"[6]. [1] فتح الباري: 6/ 76 بتصرف في العبارة. [2] فتح الباري: 6/ 79. [3] الخلاخيل، وهذه كانت قبل الحجاب، ويحتمل أنها كانت عن غير قصد العبارة للنظر. وتنقزان: تسرعان المشي كالهرولة. [4] رواية جعفر بن مهران عن عبد الوارث أخرجها الإسماعيلي فتح الباري: 6/ 71. [5] أم سليط والدة أبي سعيد الخدري كان زوجها أبو سليط من بني النجار فولدت له سليطًا وفاطمة فتح الباري: 6/ 79، 7/ 366. [6] تزفر: تخيط - فتح الباري: 6/ 79.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 293