responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 195
متزن فضلًا عن نبي مصطفى، فكيف ينسب إلى الله، تعالى الله عما يقول الكافرون علوًّا كبيرًا.
ولكن ما السبب في هذا التغيير والتبديل؟
يذكر علماء تاريخ الأديان أن التوراة قد كتبت بلغات متعددة منها الهيروغليفية "الفرعونية القديمة" ومنها العبرية، والآرامية والإغريقية.. وإن كتابًا يكتب بهذه اللغات المختلفة، ثم يترجم في وقت لم تكن الترجمة ميسرة، ولا التعليم واسع النطاق منتشرًا بين الناس ولا الطباعة معروفة، ولا المخلصون القائمون به وعليه موجودين، ولا العهد بين موسى عليه السلام وكتابة التوراة قريبًا، بل إنه لم يكتب إلا بعد مرور ستمائة سنة على وفاة موسى عليه السلام.. كل هذه العوامل كفيلة بأن تؤكد حصول التحريف والتصحيف بل التبديل والتغيير.
ويذكر علماء تاريخ الأديان أن ملك بابل "بختنصر" قد حاصر القدس وخربها وأحرق هيكل سليمان بكل ما فيه حتى ألواح التوراة. ويؤيدون قولهم بما ورد في التوراة: "في الشهر الخامس في سابع الشهر، وهي السنة التاسعة عشرة للملك "بختنصر" ملك بابل، جاء "نبوزرادان" رئيس الشرطة "عبد ملك بابل" إلى أورشليم وأحرق بيت الرب بيت الملك وكل بيوت أورشليم وأحرق بيوت العظماء أحرقها بالنار"[1].
وعلى هذا فلم يبق لليهود توراة يتمسكون بها ويرجعون إليها، ولم يجدوا جَدًّا واحدًا حافظًَا للتوراة يرجعون إليه ليذكرهم بما ورد في كتابهم الذي أحرق، واختفت بإحراقه كل نسخة وكل أثر لما روي عن النبي موسى عليه السلام.
وقد سبي اليهود وليس في أيديهم مرجع واحد يحفظ عليهم دينهم، فمما لا شك فيه أن يتأثروا بالديانات الوثنية المنتشرة آنذاك، كالديانة الفارسية والبابلية، فشربوا من عقيدتها وأخلاقها ... وبعد حين من الدهر خطر على بالهم أن يكتبوا كتابًا يحفظ عليهم عنصرهم اليهودي، فكتبوا "التلمود" وقد أملى عليهم هذا

[1] من كتاب أضواء على الصهيونية: ص57.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست