responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب دعوة العصاة المؤلف : عبد الرب نواب الدين    الجزء : 1  صفحة : 188
وإما أن يكون توقع أمر مستقبل فهو يحدث الهم وكلاهما من العجز “[1].
والحديث المشار إليه رواه أنس رضي الله عنه مرفوعا وهذا نصه: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال" ولفظ مسلم " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات" [2].
والخلاصة أن سبب المعصية ضعف الإيمان الذي يولد العجز عن الطاعات وفي حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله” [3].
- ومما يقوي الإيمان: تدبر آيات الله الكونية والقرآنية أما الكونية فأكثر من يحاط بها، وما من لمحة بصر إلا ولله فيها آية تدل على أنه لا إله إلا هو.
وأما الآيات القرآنية فكثيرة أيضا، منها قوله تعالى: {مَا يَلفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18] إن تدبر هذه الآيات يغرس في النفس الخوف من الجبار ومن شديد عذابه وأليم عقابه. ولنتدبر قليلا هذه الآية الشريفة التي تقرر أن الله تعالى يحصي على الناس كل أقوالهم وأفعالهم..
وينبغي أن تتنامى في وجدان المسلم هذه الحقيقة الإيمانية وهي كتابة أعماله وأقواله صغيرها وكبيرها وأن يستحضرها في كل حال، قال ابن تيمية رحمه الله: “وقد اختلف أهل التفسير هل يكتب جميع أقواله؟ فقال مجاهد وغيره: يكتبان كل شئ حتى أنينه في مرضه. وقال عكرمة لا يكتبان الا ما يؤجر عليه أو يؤزر. والقرآن يدل على أنهما يكتبان الجميع فإنه قال: {مَا يَلفِظُ مِنْ قَوْلٍ}

[1] زاد المعاد 2 / 358 – 359.
[2] متفق عليه: خ: الدعوات (6363) ، م: الذكر والدعاء (2706) .
[3] ت: صفة القيامة (2459) ، ماجة: الزهد (4260) .
اسم الکتاب : أساليب دعوة العصاة المؤلف : عبد الرب نواب الدين    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست