responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب دعوة العصاة المؤلف : عبد الرب نواب الدين    الجزء : 1  صفحة : 184
بمحارم الله والعياذ بالله، وهذا يتفاوت من جيل إلى جيل كما في حديث أنس رضي الله عنه قال: " إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات" [1].
ويوضح هذا بجلاء أكثر حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:" إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا، فقال أبو شهاب [يعني الراوي] بيده فوق أنفه " [2].
ونقل ابن حجر عن المحب الطبري قال: إنما كانت هذه صفة المؤمن لشدة خوفه من الله ومن عقوبته لأنه على يقين من الذنب وليس على يقين من المغفرة، والفاجر قليل المعرفة بالله فلذلك قل خوفه واستهان بالمعصية[3].
وقال قوله " إِنَّ المُؤْمِن يَرَى ذُنُوبه كَأَنَّهُ قَاعِد تَحْت جَبَل يَخَاف أَنْ يَقَع عَليْه" قال ابن أَبِي جمرة: “السَّبَب فِي ذَلِكَ أَنَّ قَلب المُؤْمِن مُنَوَّر, فَإِذَا رَأَى مِنْ نَفْسه مَا يُخَالِف مَا يُنَوِّر بِهِ قَلبه عَظُمَ الأَمْر عَليْهِ, وَالحِكْمَة فِي التَّمْثِيل بِالجَبَلِ أَنَّ غَيْره مِنْ المُهْلِكَات قَدْ يَحْصُل التَّسَبُّب إِلى النَّجَاة مِنْهُ بِخِلافِ الجَبَل إِذَا سَقَطَ عَلى الشَّخْص لا يَنْجُو مِنْهُ عَادَة. وَحَاصِله أَنَّ المُؤْمِن يَغْلِب عَليْهِ الخَوْف لِقُوَّةِ مَا عِنْده مِنْ الإِيمَان فَلا يَأْمَن العُقُوبَة بِسَبَبِهَا, وَهَذَا شَأْن المسلم أَنَّه دائم الخَوف وَالمراقبَة، يستصْغر عمله الصَّالح ويخشى من صغير عمله السَّيِّئ “. قوله “وإنّ الفَاجر يَرى ذنوبه كذباب “ في رواية أَبي الرَّبيع الزّهراني عن أَبِي شهاب عند الإِسماعيلِيّ “ يرى ذنُوبه كأَنَّهَا ذباب مرَّ على أَنْفه “ أَي ذَنْبه سهل عنده لا

[1] خ: الرقاق (6492) ، أحمد المكثرين (12143) .
[2] خ: الدعوات (6308) ، ت: صفة القيامة (2497) ، أحمد: المكثرين (3446) .
[3] الفتح 11/ 105.
اسم الکتاب : أساليب دعوة العصاة المؤلف : عبد الرب نواب الدين    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست