responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 82
الله عليه وسلم قال: "ليس منا من دعا إلى عصبية, وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من غضب لعصبية" وقوله: "إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا, حتى لا يبغي أحدٌ على أحد، ولا يفخر أحدٌ على أحد".
ولا ريب أن دعاة القومية يدعون إلى عصبية, ويغضبون لعصبية، ويقاتلون على عصبية، ولا ريب أيضًا أن الدعوة إلى القومية تدعو إلى البغي والفخر, وإنما هي فكرةٌ جاهليةٌ تحمل أهلها على الفخر بها, والتعصب لها.
والإسلام بخلاف ذلك, فهو يدعو إلى التواضع والتقوى والتحاب في الله, وأن يكون المسلمون الصادقون من كل أجناس بني آدم جسدًا واحدًا, وبناءً واحدًا يشد بعضه بعضًا, ويألم بعضه لبعض, وفي الحديث الصحيح: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، ويشبك بين أصابعه" و "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وفي حديث الحارث الأشعريّ أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "وأنا آمركم بخمسٍ, الله أمرني بهن، السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيَْدَ شبرٍ, فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلى أن يراجع، ومن دعى بدعوى الجاهلية فهو من جثي [1] جهنم"، قيل: يا رسول الله, وإن صلى وصام, قال: "وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله". وهذا الحديث الصحيح من أوضح الأدلة وأبينها في إبطال الدعوة إلى القومية, واعتبارها دعوةً جاهليةً يستحق دعاتها أن يكونوا من جثى جهنم.
ثالثًا: لأنها تؤدي إلى موالاة الكفار العرب, وملاحدتهم من أبناء غير المسلمين, واتخاذهم بطانة, والاستنصار بهم على أعداء القوميين من المسلمين وغيرهم, وفي ذلك مخالفة لنص القرآن الكريم، والسنة الدالة على وجوب بعض الكافرين ومعاداتهم وتحريم موالاتهم واتخاذهم بطانة كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى

[1] جمع جثوة, وهي الشيء المجموع, وقوم جثي: جلوس "أ. هـ" لسان العرب, يقول شاعر القوميين:
سلام على كفر يوحد بيننا ... وأهلًا وسهلًا بعده بجهنم
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست