responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 80
كيف أبغضك وبك هداني الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "تبغض العرب فتبغضني".
ولكن لا يلزم من الاعتراف بفضل العرب أن يجعلوا عمادًا يتكتل حوله, ويوالى عليه ويعادى عليه, وإنما ذلك من حقِّ الإسلام الذي أعزهم الله به، وأحيا ذكرهم ورفع شأنهم، فهذا لونٌ وهذا لون، ثم هذا الفضل الذي امتازوا به على غيرهم، وما مَنَّ الله به عليهم من فصاحة اللسان, ونزول القرآن الكريم بلغتهم, وإرسال الرسول العام بلسانهم, ليس مما يقدمهم عند الله في الآخرة, ولا يوجب لهم النجاة إذا لم يؤمنوا, كما يقول فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز[1].
موقف الإسلام من الدعوة القومية:
إن مبادئ الإسلام ومبادئ الغرب متباينةً كليًّا في باب القومية، فالذي يعتبره الغربيون مصدر القوة هو مصدر الضعف والخذلان عند الأمة الإسلامية، كما يقول شاعر الإسلام محمد إقبال: "لا تقس أمم الغرب على أمتك، فإن أمة الرسول الهاشميّ -صلى الله عليه وسلم- فريدة في تركيبها, أولئك إنما يعتقدون باجتماعهم على الوطن والنسل، ولكن إنما يستحكم اجتماعك أيها المسلم بقوة الدين".
لهذا كان من غير المعقول ولا من الممكن، كما يقول الأستاذ المودودي, أن توجد في الأمة الإسلامية قوميَّات على أساس الألوان والأجناس واللغات والأوطان، كما لا يمكن أن تُوجَدَ داخل دولة دول كثيرة مختلفة, ومن كان مسلمًا, وأراد أن يبقي على إسلامه, فلابد له أن يبطل في نفسه الشعور بأي أساسٍ غير أساس الإسلام, ويقطع العلاقات والروابط القائمة على أساس اللون والتراب..
وأخوف ما كان يخافه الرسول -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين, أن تظهر فيهم العصبيات الجاهلية؛ فتفرق كلمتهم, فكان يقول لأصحابه دائمًا: "لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض".
ولا يمكن بقاء الرابطة الإسلامية مع نشوء الشعور بالقومية العنصرية، ومن المغالطة الزعم بأن إحداهما تساير الأخرى ولا تضرها،

[1] نقد القومية العربية ص20، 21.
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست