responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 39
والدولة فيه قسم لا قسيم.
فكما ينظم شئون الفرد, وينظم شئون الأسرة, ينظم شئون الدولة وينظم شئون المجتمع الدوليّ {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [1] {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} [2] ذلك فقه الإسلام وفكره, الدولة جزء من الدين قسم له لا قسيم.
تاريخ الإسلام لم يعرف هذه الثقافة:
وليس في أحداثه ما يبررها.
فلئن عرفها الغرب كرد فعلٍ لاضطهاد الكنيسة للعلم والعلماء, وافتئاتها على عقائد الناس وعقولهم, حتى سولت لنفسها أن تصدر صكوك الغفران وقرارات الحرمان عن هوًى, وتحكم إذا كان ذلك, فإن شرقنا الإسلاميّ لم يعرف اضطهاد العلم والعلماء, بل حفظ لهم الإسلام, وحفظت لهم أمته أكرم مكانة وأعز منزلة, وكيف لا؟ وهم ورثة محمد -صلى الله عليه وسلم- على دينه وشرعه وميراثه.
ومن ثَمّ فلم يكن هناك محل, لا من الناحية الفكرية, ولا من الناحية التاريخية, لبَثِّ فكرة فصل الدين عن الدولة.
لكن الأمر كان يدبر بليل, واعتنق حزب الاتحاد والترقي في تركيا الفكرة, وعمل على ترويحها, ثم عمل عن طريق ضباطه على عزل عبد الحميد, ذلك الخليفة الذي رفض أن يعطي فلسطين وطنًا لليهود, وبصق في وجه زعيمهم قرصو.
وصارت الحكومة المدنية في أنقره هي التي تحكم, والخليفة في الأستانة بغير سلطانٍ تطبيقًا لفصل الدين عن الدولة.

[1] الأنبياء 107.
[2] سبأ 28.
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست