responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 24
إبراهيم وإسماعيل, وأعلن أنه يشك في وجودهما بالرغم من الإشارة إليهما في التوراة والقرآن[1].
ومثل طه حسين في هذه التبعية للمستشرقين: سلامه موسى، وحسين فوزي، وزكي نجيب محمود، ومحمود عزمي، وعلى عبد الرازق, وغيرهم.
وقد لقحت مناهج المستشرقين في البحث والنقد العلميِّ قرائح كثير من تلاميذ المستشرقين؛ فنهجوا نهجهم, وأخذوا طريقهم فيما حاولوا من دراسات، وخاصةً في مجال الجامعة والثقافة والصحافة، وحملوا نفس الروح التي يحملها أساتذتهم في خصومة الإسلام، وكانوا أشد قسوةً على أهليهم من الغربيين[2].
آثار الاستشراق:
1- كان الاستشراق وراء كل شبهة أو دعوة خطيرة أحدثت تحولًا في المجتمع الإسلاميّ في العصر الحديث، فقد كان المستشرقون يلقون الشبهة أو الدعوة, ثم يتبعهم الكتاب والمفكرون الذين يكتبون باللغة العربية من أهل التبعية والتغريب والشعوبية, هذا واضح في الدعوة إلى العامية التي بدأها ولكوكس وويلمور وغيرهما, ثم تابعهما سلامة موسى, وأحمد لطفي السيد، في الدعوة إلى الإقليميات والقوميات الضيقة؛ كالفينيقية والفرعونية، بدأها فمبري وكرومر, وتابعهما طه حيسن ولطفي السيد وغيرهما.
2- يعمل المستشرقون على إخضاع النصوص للفكرة التي يفرضونها حسب أهوائهم، والتحكم فيما يرفضونه أو يقبلونه من النصوص، وكثيرًا ما يحرفون النَّصَّ تحريفًا مقصودًا، ويقعون في سوء الفهم -وعن عمدٍ أحيانًا- في معنى النَّصِّ, حين لا يجدون مجالًا للتحريف.
3- يتحكم المستشرقون في المصادر التي يختارونها، فهم ينقلون من كتب الأدب ما يحكمون به في تاريخ الحديث النبويّ, ومن كتب

[1] الإسلام في وجه التغريب ص363، وقد كان هذا الإنكار, وأمور أخرى سببًا في طرد طه حسين من الجامعة المصرية, ومصادرة كتابه "في الشعر الجاهلي" ولكن نفوذ الاحتلال الإنجليزي, سرعان ما أعاده إلى الجامعة, ومضى به صعدًا لأعلى المناصب.
[2] المرجع السابق ص363.
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست