responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 213
غايته ومنتهاه, حين يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناظرًا لبيت الله المحرم, الذي زاده الله تشريفًا وتكريمًا: "ما أعظمك وأعظم حرمتك" لحرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمة بيته المحرم.
حضارة القرن العشرين شهدت على أيدي بعض أدعيائها ممن جعلوا حرمة المؤمن دون حرمة الكلاب, فأهدروا جسده، ودمه، وماله، وعرضه, وحرموه من أدنى الحقوق, بل أدنى الضرورات, حرموه أن يقضي حاجته، وحرموه أن يسد رمقه!! قد يقال: وكل حضارات الدنيا لم تقم, ولا يمكن أن تقوم بغير الإنسان,
ونقول: ولكنها لا تجعله من الدرجة الأولى, ولا تنظر إليه نظرة الإسلام كلًّا لا يتجزأ, أشرف ما فيه قلبه,
الإنسان كله:
في هذا تفترق حضارة الإسلام عن سائر الحضارات, إنها لا تنظر للإنسان كجسد وحسب, كما تفعل الحضارة المادية شرقية وغربية, نزوعًا إلى ذلك المستوى الهابط الذي صوّر به فرويد الإنسان مجموعة غرائز تتحرك, أو نزوعًا إلى ذلك الأصل الهابط الذي تدرج به دارون إلى أن يجعل أصل الإنسان قردًا, أو ما وراء ذلك.
حضارة الإسلام لا تغفل واقع الإنسان أنه جسد, لكنها لا تغفل الجانب الآخر من الواقع, إن له روحًا, إن له عقلًا وقلبًا.
وهي تبدأ مع الإنسان, وفي هذا تفترق عن سائر الحضارات, من أعز مكان فيه وأشرفه, من قبله؛ فتودع فيه العقيدة والإيمان, وبهذا تكون نقطة التحول للإنسان.
بهذا يبدأ الإنسان معراجه إلى حضارة المثل والقيم والأخلاق, ولا تغفل بعد ذلك بقية القوى فيه.
إن لربك عليك حقًّا, وإن لبدنك عليك حقًّا, وإن لنفسك عليك حقًّا.

اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست