responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 121
وظلت الماركسية تعتز بموقفها من الدين طوال صدامها مع الكنيسة, حتى إذا قيض للماركسية أن تجد لها أتباعًا في شرقنا الإسلاميّ, فإنها بدأت تراجع موقفها من الدين؛ لتتخذ إزاءه خطةً مرحليةً, بعدما وجدت من عقيدة الإسلام صخرةً صلبةً تقف في طريقها, وكان أن قرر بعض المؤتمرات الشيوعية ضرورة الابتعاد عن الهجوم على الدين, وتلا ذلك نصائح بعض مفكريهم بعدم إنكار أثر الدين, وبمحاولة الاستفادة منه, وهكذا يقول أحدهم: "وإن هناك لأملًا كبيرًا مشتركًا بين ملايين المسيحيين في العالم, وبين ملايين الشيوعيين, وهو أن نبني المستقبل دون أن نضيع شيئًا من ميراث القيم الإنسانية التي جاءت بها المسيحية منذ ألفي عام" ويضيف أن تكذيب صيغة "أفيون الشعوب" التي لخص بها ماركس ولينين تجربة لا سبيل إلى نكرانها، ليس قضية فحسب, بل هو أيضًا أمر ممارسة سياسية واجتماعية[1].

[1] روجيه جارودي, المرجع السابق ص202, وإن كان يعترف في نفس الوقت بإلحاد للماركسية, ويميز إلحاد الماركسية من الحاد القرن الثامن عشر الذي كان في جوهره سياسيًّا, وإلحاد القرن التاسع عشر, الذي كان بصورة عامة إلحاد علموي. "يقصد علمي" أي: من تناقض العلم مع دينهم في ذلك الحين, ويسمى الإلحاد الماركسيّ, إلحاد القرن العشرين, ويقول: إنه في جوهره إنسيّ, ص143، 144 المرجع السابق, وهو يعتبر الدين جهدًا إنسانيًّا ص162.
ثانيا: موقف الدين من الماركسية
ونحن نقصد بذلك ديننا -دين الإسلام, فلئن كان في ظروف الدين المسيحيّ -على وضعه الحالي- ما أتاح للماركسية أن تنتهكه, بل أن تلتهمه, فليس في ظروف ديننا شيء من ذلك, ليس في ديننا شيء من التحريف أو التشويه, كما حدث لدين المسيح -عليه السلام, مما حدا بمفكري الماركسية أن ينظرون إلى الدين على أنه مشروعٌ إنسانيّ, أي: جهد بشريّ.
اسم الکتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست