اسم الکتاب : أساليب التربية والدعوة والتوجيه من خلال سورة إبراهيم المؤلف : وسيم فتح الله الجزء : 1 صفحة : 40
الكافرون يجاوزون بتلبسهم بهاتين الرذيلتين إلى دركات سفلى تتنافى مع صحة الإيمان والإسلام. فتكون آية النحل قد راعت ظلم عصاة المؤمنين وكفران النعمة فختمت بوصف المغفرة والرحمة ترغيبًا وتكون الآية في إبراهيم قد تناولت ظلم الكافرين وكفرانهم للنعمة كفرًا أعظم حيث يستفاد من صيغة المبالغة تجاوز هذا الظلم والكفران حدود استبقاء وصف الإيمان معها. [1] قلت: ولعل سياق السورة - أعني سورة إبراهيم - يقترب بالوصفين (الظلم والكفران) من معنى الكفر المخرج من الملة وهو المناسب للمقام والله تعالى أعلم، وأيًا ما كان فلا شك أن وضع نعمة الله في غير موضعها وجحود هذه النعمة طريق موصلٌ إلى الكفر والهلاك ويتفاوت الناس في التردي في دركات هذا الطريق فوجب الحذر.
وحاصل هذا الأسلوب أنه يهدف إلى استثمار ما جُبلت عليه الأنفس من العرفان والشكر إلى من أسدى إليها جميلًا فما بال المرء مع ربه ومولاه الذي أورد عليه من النعم ما تتقاصر الأعمار عن تعداده ناهيك عن الوفاء به، فحري بهذا الأسلوب أن يستنقذ من في قلبه بذرة صلاح من مورد الهلاك وطريق الكفر والجحيم. [1] قواعد التدبر الأمثل - عبد الرحمن الميداني - 431-432 بتصرف
اسم الکتاب : أساليب التربية والدعوة والتوجيه من خلال سورة إبراهيم المؤلف : وسيم فتح الله الجزء : 1 صفحة : 40