responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أجنحة المكر الثلاثة المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 549
جهد، مقابل منحه ما يحتاج إليه من ضروريات عيشه، وبين الذين يفرض عليهم نظام من هذا النوع في بعض أنظمة العالم الحديث، على شكل استرقاق جماعي؟!.

ما الفرق بين رقيق العالم القديم الذي كان يفرض عليه التزام دين سيده أو مذهبه، وبين شعوب تضطهد في العالم الحديث لتلتزم مذهباً اجتماعياً معيناً، أو تجحد عقيدة دينية معينة وتعتقد غيرها؟!.

إن معنى الاسترقاق في كل منهما واحد، إلا أنه كان من أفراد لأفراد، فأمسى من عصابات ذات قوة لأمم وشعوب مغلوبة على أمرها.

ما الفرق بين رقيق العالم القديم الذي كان يفرض عليه أن لا يفر من سلطان سيده ودائرة مملكته، وبين شعوب مسورة بأسوار حديدية، تمنعها من أن تتحرر من وطأة أنظمة الحكم التي تفرض عليها وهي لها كا رهة؟!.

ألا فليعلم الذين يخادعون الناس بعطفهم على رقيق العالم القديم أنهم من أكثر الناس استعباداً للشعوب وإذلالاً الذين تحت أيديهم، وإن وضعوا لأنظمتهم أسماء أخرى غير اسم الرقيق.

ب- وسائل الاسترقاق عند الناس:

عرف الناس قديماً نظام الاسترقاق، وكانت وسائله متنوعة لديهم، ويعتمد معظمها على ظلم القوي للضعيف.

فكان من وسائله الأسر، الذي ينجم عن الغزو وعن الحروب، سواء أكانت حروباً بين شعوب مختلفة، أو حروباً بين قبائل من شعب واحد، أي: سواء أكانت حروباً خارجية أو حروباً أهلية، وكان مصير الأسير فيها القتل أو الاسترقاق أو الفداء.

وكان من وسائله السطو على حرية الإنسان بالقرصنة والخطف والسبي والسرقة والتقاط اللقطاء ونحو ذلك.
ومن الذين كانوا ضحايا هذا النوع فاسترقوا ظلماً وعدواناً يوسف عليه

اسم الکتاب : أجنحة المكر الثلاثة المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 549
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست