الإسلامي , فذعر لهذا العالم الإسلامي , وطرب له الإفرنج ومروجو سياستهم ورفع هؤلاء عقائرهم في مصر هاتفين لعمل الترك , ونشطوا لجعل الحكومة المصرية حكومة لا دينية مثل حكومة "أنقرة".
وبينا نحن كذلك إذا نحن ببدعة حديثة لم يقل بمثلها أحد انتمى إلى الإسلام _ صادقاً ولا كاذباً _ بدعة شيطانية لم تخطر في بال سني ولا شيعي ولا خارجي , بل لم تخطر على بال بعض الزنادقة.
والناعق بهذه البدعة من العلماء المتخرجين من الأزهر من قضاة المحاكم الشرعية (إن هذا لشيء عجاب) ".
ثم ختم الشيخ رشيد رضا مقاله بقوله: "أول ما يقال في وصف هذا الكتاب أنه هدم لحكم الإسلام وشرعه من أساسه , وتفريق لجماعته , وإباحة مطلقة لعصيان الله ورسوله في جميع الأحكام الشرعية الدنيوية , وتجهيل للمسلمين كافة من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين".
وانهالت الردود الكثيرة على كتاب "علي عبد الرزاق" وتسفيه ما جاء فيه , وبيان مخالفته للإسلام , ولما أجمع عليه المسلمون , وبيان ارتباط كاتبه بخدمة أغراض الدوائر الاستعمارية.
ثم عملت السلطات الاستعمارية بعد ذلك على تعميق المفاهيم المعارضة للخلافة الإسلامية , وتثبيت واقع التجزئة , وإقامة أنواع من الحكم المنفصل عن تطبيق الشريعة الإسلامية؛ وإيجاد مبادئ أخرى تقوم عليها مفاهيم الحكم في الشعوب المسلمة , وانهارت بذلك الأمة الإسلامية , وفقد المسلمون ما كان لهم من هيبة في نفوس أعدائهم , الطامعين بهم وبخيراتهم وبلادهم.
وابتكروا لذلك عقاقير منع الحمل المؤقت والدائم , وسهلوا العمليات الجراحية للتعقيم , ونشروها نشراً كبيراً.
وتحاول هذه النظريات الاقتصادية المقرونة بفروض التكاثر العددي للبشر أن تقنعنا بضرورة الأخذ بفكرة تحديد النسل , في الوقت الذي يسعى فيه اليهود أصحاب النظرية بكل جهدهم لزيادة أنسالهم في إسرائيل , ويشجعون رجالهم ونساءهم على الإنجاب بمختلف الحوافز. كما يسعى البابوات لزيادة أنسال النصارى في البلاد الإسلامية , لتزيد أعدادهم على أعداد المسلمين.
وقد حرم البابا "شنودة" على شعب الكنيسة في مصر استعمال حبوب منع الحمل.
وتدفع أجهزة الدوائر المعادية للمسلمين عملاءها لنشر هذه الفكرة بينهم , أو تشجيعهم على الأخذ بها , في خطة بالغة الكيد.
(7) مكيدة تحديد النسل
وفي محاولة ماكرة لإيقاف نشاط تكاثر المسلمين عن طريق التناسل , أطلق دهاة الغزاة بين المسلمين نظريات اقتصادية تتعلق بنسبة تزايد الموارد الغذائية