الوثنية، وما هي في الحقيقة إلا أمور دخيلة عليه، محدثة، ما أنزل الله بها من سلطان.
الوسيلة الثالثة: تولية قيادات دينية تعطي صورة سيئة عن الإسلام في مفاهيمها أو في سلوكها، وإبعاد كل عنصر صالح يدرك حيل أعداء الإسلام، ويكافح لإحباط مخططاتهم.
وبهذه الوسيلة يحاربون الإسلام بسلاحين خطيرين: سلاح يطعن به المسلمون أنفسهم، وسلاح آخر في أيدي عدوهم يطعنهم به في الخفاء، وقد يعلنه متى واتته الفرصة.
إن تولية مثل هذه القيادات ينتج عنه أسوأ الأثر في جماهير المسلمين. إنها في الاسم الرسمي أو المعلن قيادات تتولى مناصب دينية لها نوع تقديس في نفوس معظم الجماهير المسلمة، فلا بد أن تكون أسوة وقدوة لمعظم هذه الجماهير، فإذا كانت منحرفة التفكير، أو منحرفة السلوك، كانت أيسر طريق للتضليل الذي يريده العدو، لأن الجماهير التي تجد في هذه القيادات أسوة لها لا بد أن تضل النسبة العظمى منها بدافع الاقتداء والاتباع، وهذا ظفر عظيم لأعداء الإسلام، وأما الثلة الواعية التي لا ترضى سلوك هذه القيادات فإنها تسلط نقمتها عليها، وعلى كل من له قيادة دينية رسمية أو غير رسمية، وتتجه في طريق آخر، وهذا ظفر ثان لأعداء الإسلام أيضاً.
ومتى اتجهت النقمة العامة ضد ما يسمى بالقيادات الدينية تحلل من الاتجاه إلى دراسة العلوم الدينية كل من تحدثه نفسه بخدمة الإسلام عن طريقها، وسلك مسلكاً آخراً، وهذا ظفر ثالث لأعداء الإسلام أيضاً، كما يجد ضعفاء الإرادة الطامعون بالدنيا أن الانحراف طريق ميسر سهل إلى تولي المناصب الدينية، فينحرفون ليصلوا إليها، وهذا ظفر رابع لأعداء الإسلام أيضاً.
ومتى انعدمت من الأمة فئة الدعاة إلى الله الموثقين بدعوتهم، الحارسين لحدود الإسلام، قام جنود الشياطين يعبثون في صفوفهم، دون أن يجدوا عقبة تقف في طريقهم تقول لهم لا تفعلوا الشر، وتحذر الأمة من شرورهم، وتنبهها