استخدم الأعداء الغزاة عدة وسائل لتحقيق أهدافهم , وتنقسم هذه الوسائل إلى قسمين رئيسين:
القسم الأول: وسائل الغزو المسلح الذي يشترك فيه المستعمرون وسائر الطامعين بالتسلط سياسيين كانوا أو عسكريين , تؤازرهم في ذلك سائر القوى المادية والمعنوية التي تتجند معهم في حملات الغزو.
القسم الثاني: وسائل الغزو غير المسلح , ويشترك فيه المبشرون والمستشرقون وبعض السياسيين والاستعماريين , ويؤازرهم في ذلك الشركات والمؤسسات ذات الاختصاصات المتنوعة , تجارية كانت أو صناعية , أو إنشائية عمرانية , أو هندسية , أو غير ذلك , وتؤازرهم أيضاً البعوث العلمية , والمؤسسات التعليمية على اختلاف درجاتها , وتفاوت مستوياتها , وكذلك الخبراء الفنيون والإداريون في شتى نواحي الحياة , حينما تدعوهم الضرورة إلى ذلك وتتسنى لهم المؤازرة والتأييد.
أما وسائل الغزو المسلح فقد تختفي مقدماتها تحت أستار الخداع السياسي أو الاقتصادي , أو التعليمي , أو العسكري , وحينما يجد الغزاة الطامعون أن الفرص السياسية والعسكرية قد أصبحت مواتية لهم يفتعلون الأحداث لإثارة طيش الجهة التي يهدفون إلى غزوها , أو يفتعلون الفتن الداخلية الطائفية أو الطبقية أو القومية , أو يرشون من يطلب منهم التدخل , ليتخذوا من إحداها