اسم الکتاب : أثر العلم الشرعي في مواجهة العنف والعدوان المؤلف : الفوزان، عبد العزيز بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 23
وفي الصحيحين أيضًا عن أبي هريرة - رضي الله عنه -قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجّأُ [1] بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سمًا، فقتل نفسه، فهو يتحساه [2] في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردّى من جبل. [3] فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا» . [4] وفي رواية للبخاري: «الذي يخنُقُ نفسه، يخنقها في النار، والذي يطعُن نفسه، يطعُنُها [5] في النار» . (6)
وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا» فقد أجاب عنه العلماء بأجوبة، منها: أنه محمول على من فعل ذلك مستحلًا له بلا تأويل، مع علمه بتحريمه، فإنه يصير باستحلاله لما حرمه الله كافرًا، والكافر مخلد في النار بلا ريب.
ومنها: أنه ورد مورد الزجر والتغليظ، وحقيقته غير مرادة. [1] قال ابن الأثير في جامع الأصول 10 / 217: «وجأته بالسكين: إذا ضربته بها، وهو يتوجأ بها، أي: يضرب بها نفسه» . [2] يتحساه: أي يشربه في تمهل ويتجرعه. والسم: بضم السين وفتحها وكسرها، ثلاث لغات، والفتح أفصحهن، انظر: شرح النووي على مسلم 2 / 121، وفتح الباري 10 / 248. [3] التردي: الوقوع من الموضع العالي، وقوله: (من تردى من جبل فقتل نفسه) أي: أسقط نفسه منه متعمدًا ذلك، وإلا فمجرد قوله (تردى) لا يدل على التعمد، انظر: جامع الأصول 10 / 217، وفتح الباري 10 / 248. [4] رواه البخاري: 5778، ومسلم: 109. [5] قال ابن حجر في الفتح 3 / 229: يطعنها: هو بضم العين المهملة، كذا ضبْطه في الأصول.
(6) رواه البخاري: 1365.
اسم الکتاب : أثر العلم الشرعي في مواجهة العنف والعدوان المؤلف : الفوزان، عبد العزيز بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 23