responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس للشيخ سلمان العودة المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 51
التكفير حكم شرعي لا ينبغي الحكم به إلا عن علم

Q كثير من شبابنا اليوم سلكوا طريق التكفير، حتى إن بعضهم مبتدئ في الالتزام، حتى صرنا فرقاً وأحزاباً؟
A هذه مشكلة صعبة وعويصة، إنه كما أشار الأخ في سؤاله: ربما شاب حديث عهد بالتزام -نصيبه من حفظ القرآن وحفظ السنة الاطلاع- يكفر ويفسق.
والتكفير مهمة أهل العلم؛ لأنه مزلق خطر، ومعرفة الأشياء التي يكفر بها والتي لا يكفر بها أمر صعب، فربما يكفِّر الإنسان بشيء هو ذنب وليس كفراً، قد يكون كفراً أصغر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم -مثلاً-: (من أبق من مواليه فهو كفر) هذا ليس كفراً مخرجاً من الملة، وقد يكفر الإنسان بشيء هو معصية وليس كفراً، وقد يكفر بشيء هو محل اجتهاد، بل قد يكفر الإنسان بشيء هو صواب، كما نجد أن هناك من يكفر بعض العلماء وأهل السنة بأقوال قالوها هي الصواب، ومع ذلك وقع نوع من البغي والعدوان في مثل هذه الأمور.
فالإنسان الحريص على نفسه ومستقبله يحفظ لسانه، فإن عفة اللسان مثل عفة اليد وعفة الفرج، بل هو من أعظم المطالب التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان، ولا شك أن رمي الإنسان بالكفر مثل قتله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن المؤمن كقتله) وقال: (من قال لأخيه: يا كافر! فقد باء بها أحدهما) .
إن على الإنسان أن يتدرب كيف يحفظ لسانه: احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان محمد صلى الله عليه وسلم مات ولم يقل عن أحد ممن ادَّعى الإسلام أنه كافر، وفي عهده كان المنافقون، ووجد من قال: اعدل يا محمد.
ومن قال: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله.
وهكذا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، اللهم إلا المرتدون الذين أصروا على الخروج عن طاعة الدولة المسلمة فقاتلهم الصحابة رضي الله عنهم على ما هو معروف تفصيله.
أما الحكم على الأشخاص وعلى الأعيان فهذا له أسباب وله موانع وله عوارض, ينبغي على الإنسان ألا يدخل فيها من غير بصيرة ولا فهم.

اسم الکتاب : دروس للشيخ سلمان العودة المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست