اسم الکتاب : دروس للشيخ سلمان العودة المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 28
السعادة والصداقة
سبع وعشرون: السعادة والصداقة.
من الصعوبة أن تعطي تعريفاً للصداقة، ولكن الصداقة تعني في كثير من الأحيان أن الإنسان يبقى في جسدين بروح واحدة، تعني: الاتحاد الكامل بين القلوب، وهي اللقاء بين أشخاص منجذبين الواحد تجاه الآخر، وهذه الصداقة تكبر بالثقة والتعامل يوماً بعد يوم، وهم أشخاص أحرار في أن ينفصلوا ولكنهم يؤثرون أن يبقوا أصدقاء تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه.
وهنا يمكن أن نجدد القول ونقول: إن الصداقة والعلاقة الحميمة التي تربط بين شخصين متماسكين يسعيان سوياً إلى عيش المحبة والثقة، هذه الصداقة، وهذه الكلمة الجذابة التي ينشدها كل إنسان، هي ما يحقق لك السعادة، إنها ترتكز على أساس الحب والحرية، لا يقدر أحد أن يفرض عليَّ صديقاً لا أريده، ولكن أختار الصداقة بمحض إرادتي وحريتي واختياري وفق الشروط الشرعية، فالصديق الذي ينفعني وأنفعه، بهذا يتولد الشعور بالإنسانية.
الصداقة تتطلب المساواة في التعامل، بحيث يتعدى ويتجاوز الوضع المادي أو الطبقة الاجتماعية، وهي تعني: الاحترام والثقة المتبادلة، وتعني: الحوار والتفاهم الدائم بين الأصدقاء، وتعني الانفتاح بمعنى أنه لا أمتلك صديقي وأمنعه من أن يتصل بالآخرين، أو يمتلكني ويمنعني من أن أتصل بالآخرين، وتبنى على التفاني وبذل الذات من أجل صديق.
الصداقة ليست ابتهاجاً عادياً مؤقتاً، وإنما هي تكامل دائم.
اسم الکتاب : دروس للشيخ سلمان العودة المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 28