responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس للشيخ سلمان العودة المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 13
السعادة والمال
ثاني عشر: السعادة والمال.
لهذه الكلمة رنين سحري، والبعض يظنون -خصوصاً ممن لا يملكون المال- أن مفاتيح السعادة في المال، والواقع أن الذين يسعدون بالمال هم أولئك الذين يملكونه، أما الذين يملكهم المال فإنه يحولهم إلى أشقياء تعساء، ويدعو عليهم النبي صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار) .
إن المال يوفر لك الطعام وليس الشهية، ويوفر لك الدواء وليس الصحة، ويوفر لك الخدم وليس الأصدقاء الأوفياء، يوفر لك المعارف وليس الأصدقاء، ويوفر لك المشتريات لكن لا يحقق لك السعادة.
المال
يمنحك الفرصة الجيدة والحبوة عند الناس، فدائماً نكتة الغني جميلة وممتازة ويضحك الآخرون منها، ولهذا يقول الشاعر العربي لزوجته: دعيني للغنى أسعى فإني رأيت الناس شرهم الفقير وأبعدهم وأهونهم عليهم وإن أمسى له نسب وخِير ويقصيه الندي وتزدريه حليلته وينهره الصغير ويرثى ذو الغنى وله جلال يكاد فؤاد صاحبه يطير قليل ذنبه والذنب جمٌ ولكن للغني رب غفور يسعد المال أمثال أبي بكر وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله؛ الذين ركبوا المال كما يركبون الدواب، أو قعدوا عليه كما يقعدون على الفرش، فجعلوه ذريعة إلى رضوان الله عز وجل، والإحسان إلى خلقه، والمسابقة إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض.
والكثيرون يرون القناعة خيراً من التوسع في المال، يمثلهم أبو الشمقمق الذي يقول: برزت من المنازل والقباب فلم يعسر على أحدٍ حجابي فمنزلي الفضاء وسقف بيتي سماء الله أو قطع السحاب فأنت إذا أردت دخول بيتي دخلت مسلِّماً من غير باب لأني لم أجد مصراع بابٍ يكون من التراب إلى السحاب ولا خفت الإباق على عبيدي ولا خفت الهلاك على دوابي ولا حاسبت يوماً قهرماناً محاسبةً فأغلط في حسابي وفي ذا راحة وفراغ بالٍ فدأب الدهر ذا أبداً ودابي

اسم الکتاب : دروس للشيخ سلمان العودة المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست