responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس للشيخ إبراهيم الدويش المؤلف : الدويش، إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 21
النتيجة الرابعة: البلاء موكل بالقول
رابعاً من النتائج أيضاً وهي أخيرة باختصار شديد: البلاء موكل بالقول، فيبلى المتكلم بما كان يذكره في أخيه.
واحذر أيها الأخ الحبيب! واحذري أيتها المسلمة! احذري أن تظهر الشماتة بأخ أو بأخت لك فيعافيها الله عز وجل ثم يبتليك بما كان فيها، فالبلاء موكل بالقول.
فعن واثلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك) والحديث أخرجه الترمذي في سننه وقال: حسن.
وقال إبراهيم التيمي: [إني أجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به] والأثر عند وكيع في الزهد.
وقال ابن مسعود: [البلاء موكل بالقول، ولو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلباً] .
هذه نتائج أربع باختصار من نتائج إطلاق العنان للسان.
وأخيراً! أقول: أيها المسلم! ويا أيتها المسلمة! في نهاية المطاف: هذه شذرات حول اللسان، حسبي أني اجتهدت فيها، فما كان فيها من صواب فمن الله عز وجل، وما كان فيها من خطأ فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه بريئان، وأسأل الله عز وجل أن يصفح وأن يعفو عن هذا الخطأ وعن هذا التقصير.
أظن أن الجميع بحاجة ماسة للتذكير فيها، فالعاقل يحرص، والغافل يتذكر، والمبتلى يحذر.
فيا أيها السامع! كن المستفيد الأول، يا أيها السامع لهذه الكلمات! كن أنت المستفيد الأول من هذه الكلمات، ثم اعلم أنك تجالس كثيراً من الناس من أحبابك وخلانك وأصدقائك، ولا تخلو المجالس من غثاء قل أو كثر، فمن حقهم عليك أن يسمعوا مثل هذا الكلام، ومن حقهم عليك أن يذكروا بمثل هذه الآيات، وهذه الأحاديث، فإن القلب يغفل وإن النفس تسلو، فما أكثر الاستراحات الآن، وما أكثر الجلسات وما أكثر المنتديات، فاسمع وأسمع، فلمثل هذا كان الموضوع، فاسمع وأسمع، واستفد وأفد، والدال على الخير كفاعله.
أسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه وأن ينفع به الجميع، ووفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
اللهم وفقنا يا أرحم الراحمين لما تحبه وترضاه، اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعيننا من الخيانة وألسنتنا من الكذب والمراء والجدال، اللهم طهر ألسنتنا من الغيبة والنميمة، وجنبنا الوقوع في الأعراض، اللهم جنبنا الوقوع في الأعراض، اللهم اجعل ألسنتنا حرباً على أعدائك سلماً لأوليائك.
اللهم إنا نسألك سكينةً في النفس وانشراحاً في الصدر، اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين، اللهم انفعنا وانفع بنا، اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين ومن جندك المخلصين، وانصر بنا الدين واجعل لنا لسان صدق في الآخرين.
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك اللهم ونتوب إليك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

اسم الکتاب : دروس للشيخ إبراهيم الدويش المؤلف : الدويش، إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست