responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 446
وحاصل المعنى لصفة القيومية لذات ربنا علية أنه قائم بنفسه مقيم لغيره، والأمر الثاني متوقف على الأول، لأنه لا يتأتى قيام كل موجود به إلا إذا كان قائماً بذاته – سبحانه وتعالى – وذانك المعنيان لا يتصف بها أي مخلوق كان، اجتماعاً أو افتراقاً، إنما هما خاصان بربنا الرحمن، قال الله – جل وعز –: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} فاطر41، وقال – جل جلاله –: {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الرعد33، والمعنى: هل يستوي شأن من هو حفيظ على كل نفس، عليم بها، رقيب عليها، مهيمن على جميع أحوالها بشأن من هو ليس كذلك من الآلهة المزيفة التي تعبد من دون الله – جل وعلا –؟ فهي لم تخلق عابديها، ولا تستطيع حفظهم، ولا مراقبة أعمالهم، وليس لها هيمنة عليهم في حال من أحوالهم، فـ (من مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: كمن ليس كذلك، وسبب حذفه دلالة السياق عليه، فاكتفى بذلك عن ذكره، قال – جل وعلا –: " وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء" أي: أعلمونا بهم، واكشفوا عن حالهم، فهم لا حقيقة لهم، ولا يملكون لأنفسهم نفاً ولا ضراً، وقد جاء الخير مثبتاً في آيات كثيرة، مصرحاً بتلك الحقيقة، فمن ذلك قول الله – تبارك وتعالى –: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [1] }

[1] من سورة النحل: (17) وجاءت الآية بعد أن عدد الله نعمه على عباده في عشر آيات سابقة وسورة النحل تسمى بسورة النعيم ورد ذلك عن قتادة – رحمه الله تعالى – في تفسير ابن أبي حاتم كما في الإتقان: (1/193) وفيه قال ابن الفرس: لما عدد الله فيها من النعم على عباده، وابن الفرس هو عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم له كتاب أحكام القرآن، من غرناطة توفي سنة 597- عليه رحمة الله تعالى – كما في هدية العارفين: (5/629) ، وانظر معنى آية الرعد في تفسير ابن كثير: (2/516) ، وروح المعاني: (13/159-162) ، ومحاسن التأويل: (9/366-368) وفي قوله: " وَصُدُّواْ" قراءتان متواترتان بضم الصاد وفتحها، قرأ بالأولى خمسة من القراء العشرة وهم الكوفيون ويعقوب كما في تقريب النشر: (129) وقراءة الضم: صُدُّوا عن الحق بما زين لهم من الضلال والمكر. انظر كتب التفسير المتقدمة، وحجة القراءات: (373-374) .
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست