responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 400
.. ثبت في صحيح مسلم وغيره عن ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "يطوي الله – عز وجل – السموات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ (1)

(1) وانظر صحيح مسلم أول كتاب صفة القيامة والجنة والنار –: (17/131) بشرح النووي، والأسماء والصفات: (324) ، ومعالم التنزيل: (6/84) ، قال البيهقي في الأسماء والصفات: ذكر الشمال مما تفرد به عمر بن حمزة عن سالم، وقد روى هذا الحديث نافع وعبيد الله بن مقسم عن ابن عمر – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – لم يذكروا فيه الشمال، ورواه أبو هريرة – رضي الله تعالى عنه – وغيره عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فلم يذكر فيه احد منهم ذكر الشمال، وقد ذكر الشمال في حديث آخر غير هذه القصة إلا أنه ضعيف بمرة، تفرد بأحدهما جعفر بن الزبير، وبالآخر يزيد الرقاشي، وهما متروكان، وكيف يصح ذلك، وصح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه سمى كلتى يديه يميناً؟ وكأن من قال ذلك أرسله من لفظه على ما وقع له، أو على عادة العرب في ذكر الشمال في مقابلة اليمين 10هـ ونحو ذلك ذكر ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه: (69) فقال: وأما رواية الشمال فضعيفة بالمرة، وقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "وكلتا يديه يمين"، وهذا يوهن ذكر الشمال 1هـ وإلى عدم إضافة الشمال إلى الله – جل وعلا – ذهب ابن خزيمة في كتاب التوحيد: (66) .
قال عبد الرحيم – غفر الله ذنوبه أجمعين –: لا يخفى على طالب علم نصف أن الرواية بإضافة الشمال إلى الكبير المتعال قد ثبتت في صحيح مسلم، وكل ما قيل فلا يعكر عليها، وذلك لأن الحكم على تضعيف رواية الصحيح لا يقبل بحال، واتهام الراوي بأنه قال ذلك من لفظه باجتهاده، أو حسب عرف العرب مرفوض قطعاً، فلا يمكن للراوي أن يدخل في مثل هذا الباب المتوقف على محض السماع، وتوهم المعارضة بينه وبين حديث: "وكلتا يديه يمين" يزول عند التأمل، فلله – جل وعلا – يدان، شمال ويمين، وهما مباركتان، لا نقص في واحدة منهما فالمراد من اليمين في قوله: "وكلتا يديه يمين" اليمن، وهو البركة والكمال، لأن المعروف فينا أن الشمال أضعف من اليمين، وليس الأمر كذلك في حق رب العالمين، هذا وقد أخرج الحديث دون ذكر الشمال الإمام ابن منده في الرد على الجهمية: (75) والبيهقي في الأسماء والصفات: (329) وأبو داود – كتاب السنة – باب في الرد على الجهمية: (5/100) ، وابن ماجه – المقدمة – باب فيما أنكرت الجهمية: (1/71-72) ، وابن أبي عاصم في السنة: (1/241) ، وإمام الأئمة في كتاب التوحيد: (73) ، وانظره من رواية أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – دون ذكر الشمال أيضاً، في صحيح مسلم في المكان المتقدم، وفي صحيح البخاري – كتاب التفسير – سورة الزمر – باب "وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ": (8/515) ، وفي كتاب الرقاق: - باب يقبض الله الأرض ... يوم القيامة: (11/372) ، وفي كتاب التوحيد – باب قول الله تعالى: "مَلِكِ النَّاسِ": (13/367) ، وباب قول الله تعالى: "لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ": (13/393) بشرح ابن حجر في الجميع، وسنن الدارمي – كتاب الرقاق – باب في شأن الساعة ونزول الرب – جل جلاله –: (2/233) ، والمسند: (3/324) ، وكتاب التوحيد لإمام الأئمة: (71) ، والأسماء والصفات: (323، 338) ، وابن منده في الرد على الجهمية: (75) ، والآجري في الشريعة: (320) ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة: (1/241، 242) ، وانظر بقية من خرجه في الدر المنثور: (5/335) ، وأما حديث "وكلتا يديه يمين" فرواه الإمام مسلم – كتاب الإمارة – باب فضيلة الأمير العادل وعقوبة الجائر –: (12/211) بشرح الإمام النووي عن عبد الله بن عمرو – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "إن المقسطين عند الله منابر من نور عن يمين الرحمن – عز وجل – وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا"، وانظره في سنن النسائي – كتاب آداب القضاة – باب فضل الحاكم العادل في حكمه –: (8/195) ، والسنن الكبرى للبيهقي – كتاب آداب القاضي – باب فضل من ابتلى بشيء من الأعمال فقام بالقسط وقضى بالحق: (10/87) ، والأسماء: (324) ، وشرح السنة – كتاب الإمارة والقضاء – باب ثواب من عدل من الرعاة: (10/64) ، والمسند: (2/160) والشريعة للآجري: (322) .
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست