اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان الجزء : 1 صفحة : 387
جـ) تدل على نفي أضدادها، فاتصاف ربنا بصفات الكمال، يستلزم نفي النقائص عنه في جميع الأحوال، فكل ما ضاد أسماء الله الحسنى، وصفاته المباركة، فهو منتفٍ عنه، لأن إثبات الشيء نفي ضده، ولما يستلزم ضده [1] . [1] وقد وضح ذلك شيخ الإسلام في الرسالة التدمرية: (86-92) غاية الإيضاح، وهي في مجموع الفتاوى: (3/82-88) ، وقرر أن كل ما نافا صفات الكمال الثابتة لله – جل وعلا – وضاده فهو منزه عنه، لأنه نقص وهو ضد الكمال، وإثبات أحد الضدين نفيٌ للآخر، ولما يستلزمه، فقد علم أنه – جل وعلا – حي، والموت ضد، فهو منزه عنه، وكذلك النوم والسنة ضد كمال الحياة ن فإن النوم أخو الموت، وكذلك اللغوب نقص في القدرة والقوة ... إلخ، وفي مجموع الفتاوى أيضاً: (17/108) نفي النقائص عنه من لوازم إثبات صفات الكمال، فمن ثبت له الكمال التام انتفى عنه النقصان المضاد له، وفي مجموع الفتاوى أيضاً: (16/97-98) ، وهو سبحانه وتعالى – وصف نفسه بالعلو، وهو من صفات المدح له بذلك والتعظيم، لأنه من صفات الكمال، كما مدح نفسه بأنه العظيم، والعليم، والقدير، والعزيز، والحليم، ونحو ذلك وأنه الحي القيوم ونحو ذلك من معاني أسمائه الحسنى، فلا يجوز أن يتصف بضد هذه الصفات، فلا يجوز أن يتصف بضد الحياة والقيومية والعلم والقدرة، مثل الموت والنوم والجهل والعجز واللغوب، ولا بضد العزة وهو الذل، ولا بضد الحكمة وهو السفه، فكذلك لا يوصف بضد العلو وهو السفول، ولا بضد العظيم وهو الحقير، بل هو – سبحانه وتعالى – منزه عن هذه النقائص المنافية لصفات الكمال الثابتة له، فثبوت صفات الكمال له ينفي اتصافه بأضدادها، وهي النقائص، وهو – سبحانه وتعالى – ليس كمثله شيء فيما يوصف به من صفات الكمال..فهو منزه عن النقص المضاد لكماله، وهو منزه عن أن يكون له مثل في شيء من صفاته، ومعاني التنزيه ترجع إلى هذين الأصلين، وقال في الرسالة التدمرية: (39-41) وهي في مجموع الفتاوى: (3/35-37) ، وينبغي أن يعلم أن النفي ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتاً وإلا فمجرد النفي ليس فيه مدح ولا كما، وكل نفي لا يستلزم ثبوتاً هو مما يصف الله به نفسه.
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان الجزء : 1 صفحة : 387