responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 189
الشريف الجرجاني" إلى أن يتناظرا بين يديه يمتع عينيه فشجر بينهما الخلاف في الاستعارة التمثيلية، فجوز السعد فيها أن تكون تبعية، ومنع السيد التبعية فيها، وطال احتجاج الطرفين، وكانت العاقبة انهزام السعد فموته هما وحزنا، كما كان يفكر في القضاء على ابن خلدون لكن ابن خلدون احتال عليه وأمله في عودته من القاهرة حاملا كتبه إليه فذهب وخلص من شره، طالت مدة هذه الطاغية، فلم يمت حتى دوخ الشرق في عهده الطويل فقد ملك ستا وثلاثين سنة والشعوب الإسلامية تحت نير العسف والاضطهاد لا هم لهذه الشعوب المغلوبة فيها إلا سلامة أرواحهم حتى توفي سنة 807هـ، فاختلف أعقابه من بعده وألقيت بينهم العداوة والبغضاء، وقد أسلم بعضهم ودان الآخرون بالبوذية، فتفككت أواصرهم وانشعبت مملكتهم، وكان الشرق يموج يومئذ بالفتن فتدول دولة وتقوم أخرى، أو ينحل فتل دولة ويبرم فتل أخرى.
فقد توطد في هذا الحين ملك الدولة العثمانية التي اتخذت بعد فترة من نشأتها عاصمتها الجديدة "القسطنطينية" بعد فتحها المعدود أعجوبة الدهر سنة 758هـ على يد السلطان محمد الثاني الفاتح، وقد اطرد على مرور الزمن تقدم نهضة الدولة العثمانية حتى استولت على القطرين في عهد السلطان سليم سنة 923هـ وكان لهذا الاستيلاء أثره البالغ في طرو عهد جديد على اللغة العربية، وبالتالي على النحو الذي نتحدث عنه وسترى تفصيل ذلك في الفصل الثالث، وقد بلغت الدولة العثمانية أوج مجدها في عهد السلطان سليمان القانوني المتوفى سنة 973هـ فكان لها شطر كبير من بلاد الشرق، فقد وصلت المملكة العثمانية زمن السلطان المذكور فيه إلى آخر العراق شرقا باقتطاع جزء كبير من أملاك الدولة الصفوية الآتي الكلام عليها بعد، فدخلت "بغداد" في ملكه.
وظهرت أيضا في هذا الحين الدولة الصفوية بخراسان وحالفها الظفر في المشرق حتى أدال الله لها على الدولة التيمورية بعد حرب ضروس في

اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست