اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد الجزء : 1 صفحة : 183
تعريف بكتابه طبقات النحويين واللغويين:
لهذا الكتاب منهج خاص في التراجم يرشد إلى المقصود بسهولة، فإنه من جهة فصل بين النحويين واللغويين وجعل لكل بابا، ومن جهة أخرى ذكر البصريين وحدهم ثم الكوفيين ثم الإفريقيين ثم الأندلسيين، ورتبهم طبقات طبقة تلي أخرى مشيرا إلى مدارسهم وشيوخهم مع جودة الضبط.
نعم قد اضطررت في التعبير الإقليمي إلى مخالفته "في الإفريقيين" فاستبدلت بها "المغاربة" لأنها المذكورة في كتب النحو التي بأيدينا.
ومن الاعتراف بالفضل لصاحبه الإشادة بصنيع الزبيدي فإنه الذي مهد لنا السبيل في توزيع علماء النحو خاصة إقليميا -وهو الهدف الذي ننظره- منذ كان من أبي الأسود إلى شيخ الزبيدي السابق محمد بن يحيى الرباحي المتوفى سنة 358هـ لأن ترجمته آخر تراجم الطبقات، فلو تأخر عهد الزبيدي لامتد هذا التفصيل النافع إلى أمده وخفف عنا عناء التفتيش فترة أخرى، في المعاجم المعنية بعلماء النحو دون التنصيص على من عرفوا به واشتهروا دون اللغة، فإن جلهم جامعون بين الفنين وبعضهم ضم إليهما فنونا أخرى ودون التعيين في أبواب لأقاليمهم ولكل إقليم طابعه الخاص في النحو والنحاة؛ أما طبقات الزبيدي فإنها أضافت على فائدة الترجمة ثلاث فوائد:
شهرة المترجم بالنحو ومذهبه فيه وموطنه المنسوب إليه، لهذا كانت مطمح أنظار العلماء. ظل الزبيدي موضع التجلة في قرطبة حتى توفي سنة 379هـ.
6- الأعلم: هو أبو الحجاج يوسف بن سليمان المعروف بالأعلم "لانشقاق شفته العليا"، ولد بشنتمرية "مدينة في غرب الأندلس" ورحل إلى قرطبة فتلقى عن الإقليلي وغيره وشهرته قوة الحافظة فبعدت سمعته فكانت تضرب إليه أكباد الإبل، وكف بصره آخر حياته، وكانت تغلب عليه النزعة
اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد الجزء : 1 صفحة : 183