responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 157
من العلماء قبيله وامتدت أيامه وعاصر من جاء بعده فيسري عليه وضعه ويعد في جماعة المتأخرين.
فمناط العنوانين في الحقيقة راجع إلى طول المعاصرة للجيل المتقدم أو المتأخر، ومن ثمة اعتبر العلماء ابن درستويه، وابن الأنباري، ونفطويه وأندداهم من ساقه المتقدمين، كما اعتبروا أبا سعيد السيرافي، وأبا على الفارسي وابن خالويه وأترابهم مقدمة المتأخرين.
يؤيد هذا ما قاله الرضي استطرادا في باب اسم المفعول، لمناسبة الكلام على شروط عمله: "وليس في كلام المتقدمين ما يدل على اشتراط الحال أو الاستقبال في اسم المفعول، لكن المتأخرين كأبي علي ومن بعده صرحوا باشتراط ذلك فيه، كما في اسم الفاعل" وهذا الذي يتفق مع الواقع في الفصل بين المتقدمين والمتأخرين فالمتأخرون عندهم يبدءون من العلماء الذين قاموا بنهضة هذا الفن بعد انفراط المذهب البغدادي، واشتغالهم بعلم النحو في الممالك الإسلامية الحديثة، لا تجمعهم زعامة في قطر دون آخر طوعا للوضع الجديد من تعدد المماليك واستقلال كل بشئونها لضعف نفوذ الخلافة العباسية، إلا أن هدف العلماء على اختلاف مواطنهم واحد، فاستقروا في أوطانهم يتشاطرون الرفع من شأن هذا العلم، ويتبارون في الاستزادة منه.
وبعثهم هذا النشاط المتواصل إلى تقصي المسائل التي حدث فيها الاختلاف بين البصريين والكوفيين، وتدوينها للموازنة بين المذهبين، وتصويب المصيب وتخطئة المخطئ دون هوى أو ميل، والتاريخ لا يقول الحق إلا حين يطمئن لقوله بعد مواراة أرباب الشأن في الثرى، ولهذا ظهرت في هذه الحقبة بكثرة مؤلفات خاصة استعرضت ما اختلف فيه المذهبان ووازنت بينهما.

اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست