اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد الجزء : 1 صفحة : 154
العلماء طرا من أقاصي بلاد الإسلام، وإن كانت بغداد مضطربة الأحوال في هذا الحين باستبدال الأتراك بعد جرأتهم على الفتك بالخليفة جعفر المتوكل سنة 247هـ[1].
إلا أن ذلك الاضطراب قد نفر قلوب أهل العلم الذين كان معظمهم من العرب والفرس، فأخذوا يتفرقون في البلاد شرقا وغربا، زرافات ووحدانا، والخلافة تزداد ضعفا على ضعف حتى انتثر نظمها بتغلب "بني بويه" على أمرها، وذلك على يد معز الدولة أبي الحسين أحمد بن أبي شجاع بويه، فقد دخل بغداد من جهة الأهواز في عهد الخليفة "المستكفي بالله" وقبض على أزمة الدولة سنة 334هـ مع بقاء الخلافة صورية في بغداد[2].
وقد تحاصت الدولة الإسلامية الجديدة من هذا الوقت في باقي الأقطار، وبذلك اختصت البويهية الفارسية بالعراق وفارس وخرسان إلى أن تغلب عليها السلاجقة التركية سنة 447هـ في عهد الخليفة القائم بأمر الله إذ ملك بغداد والعراق طغرلبك "محمد بن ميكائيل بن سلجوق" أول ملوك السلجوقيين، كما اختصت السامانية الفارسية بما وراء النهر، والغزنوية التركية [1] قتله مماليكه الأتراك باتفاق مع ولده محمد المنتصر على ذلك لأن المتوكل كان أراد خلعه من ولاية العهد وتقديم ابنه المعتز عليه فاتفق مع وصيف وموسى بن بغا وباغر على قتله فدخلوا عليه وعنده وزيره الفتح بن خاقات فأول من ضربه بالسيف باغر ثم أخذته السيوف حتى هلك فصاح وزيره ويحكم أمير المؤمنين فلما رآه قتيلا قال: ألحقوني به فقتلوه ولف وهو والفتح بن خاقان في بساط ثم دفنا بدمائهما من غير تغسيل في قبر واحد وذلك في ليلة الخميس خامس شوال سنة 247. وبويع بالخلافة بعده ابنه المنتصر محمد ويقال: إنه رأى أباه المتوكل في المنام فقال له: ويحك يا محمد! ظلمتني وقتلتني، والله لا تمتعت في الدنيا بعدي إلا أياما يسيرة ومصيرك إلى النار، فانتبه فزعا وقال لأمه: ذهبت عني الدنيا والآخرة، ومرض بعد أيام ومات بالذبحة في أوائل ربيع الأول سنة 248. [2] راجع حوادث 334 في النجوم الزاهرة.
اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد الجزء : 1 صفحة : 154