اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد الجزء : 1 صفحة : 141
من غلبت عليه النزعة البصرية:
1- الزجاج: هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري، ولقب بالزجاج لأنه كان يخرط الزجاج، نشأ ببغداد، وتلقى عن ثعلب ثم عن المبرد في مقابل أجر معين دائم، ورفع المبرد من شأنه حتى أدب القاسم بن عبيد الله الذي أخذ يناصره بعد توليه الوزارة للمعتضد، ثم ساعدته الأقدار ونادم الخليفة المعتضد.
دخل يوما دار ثعلب فوجد معه أبا موسى الحامض، واستطرد الحديث إلى ذمهما "المبرد ثم سيبوبه ويونس"، فاغتاظ الزجاج وخطأ ثعلبًا في نصف كتابه "الفصيح" لما عرض ثعلب لتخطئة سيبويه في الكتاب، إذ تعقبه باعتراضات عشرة بينما كتاب الفصيح كله عشرون ورقة، وقد ذكرت هذه الاعتراضات في معجم الأدباء ترجمة الزجاج، كما ذكرت أيضا في الأشباه والنظائر، الفن السابع في الجزء الرابع، والمزهر النوع التاسع معرفة الفصيح.
للفريقين المعاصرين للجامعين بين النزعتين في هذا العهد، فإن المجتهدين السابقين من المصرين مضى الحديث عنهما حين كان كل في مصره إبان تكوين النحو ونموه ونضوجه، فالحديث الآن عن النحاة الذين رفرفت عليهم بغداد بظلها الظليل.
وطبعي أن البلاد الإسلامية التي كانت مستشرفة لهذا العلم قد تأثرت بهذه النزعات لأن بغداد كعبة الجميع، وقد نزح إليها من مصر في ذلك العهد عدد كبير سنذكر المشهورين منهم بعد الطوائف الثلاث العراقية، فإليهم يرجع الفضل في دخول النحو وكتبه ودراسته البلاد المصرية.
ونحن الآن بصدد الطوائف العراقية الثلاثة، غير أنا نكتفي بترجمة المشهورين فقط، مع إحالة الراغب في الاطلاع على الكل على كتاب الفهرست لأنه مؤرخ هذا العهد على ما نبهنا سابقا.
فهاك أشهر الطوائف الثلاثة:
اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد الجزء : 1 صفحة : 141