اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 568
وإن أول مؤرخ أندلسي -ابن القوطية- قد ملأ كتابه بالنصوص الأدبية، وهو أول مؤرخ للأندلس من أحفاد الإسبان وذلك في كتابه "تاريخ افتتاح الأندلس" الذي أشرنا إليه في مناسبة سابقة.
وقد يجمل بنا أن نذكر في إيجاز أشهر كتب التاريخ الأندلسي، وذلك باستثناء الكتب الأخرى التي سبقت الإشارة إليها عند ابن الخطيب وغيره حين عرضنا لهم بالذكر.
نقط العروس في أخبار بني أمية بالأندلس:
ألفه أبو محمد بن أحمد بن سعيد بن حزم المتوفى سنة 456هـ، وابن حزم من الشخصيات العلمية الفكرية الأدبية المرموقة في الأندلس، فهو معروف بمذهبه "الظاهرية"، ومعروف في الأوساط العلمية بكتابه "طرق الحمامة" و"الفصل في الملل والنحل" وهو من الذين جمعوا بين الإقبال على العلم والاشتغال بالسياسة، غير أن الجانب الذي يعنينا هنا هو الذين جمعوا بين الإقبال على العلم والاشتغال بالسياسة، غير أن الجانب الذي يعنينا هنا هو الجانب المختص بابن حزم المؤرخ، ذلك أن الحديث عن ابن حزم السياسي الكاتب الشاعر الفقيه المفكر حديث طويل ليس هنا مجاله، فقد كانت حياته صراعًا مستمرًّا بينه وبين نفسه وبينه وبين خاصة المثقفين، وبينه وبين عامة الفقهاء، بل بينه وبين أمراء الدولة إلى أن ضاق ذرعًا بنفسه وبموطنه ومواطنيه فقال بيته المشهور:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة ... ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
ألف ابن حزم كتابه "نقط العروس في تاريخ بني أمية في الأندلس" بشيء من التفصيل في ما لم يفصله المؤرخون رغم أن الكتاب نفسه صغير الحجم لكنه نفيس المحتوى، ولكي نفهم الأدب الذي ارتبط جانب كبير منه بالملوك وأحداث التاريخ كان علينا أن نطالع كتب التاريخ ومنها هذا الكتاب النفيس الذي ألفه ابن حزم في حدود سنة 420هـ.
2- المقتبس في أخبار الأندلس:
ألفه أبو مروان بن حيان القرطبي المتوفى سنة 469هـ و"المقتبس" يعتبر أعظم كتاب ألف في تاريخ إسبانيا الإسلامية والمسيحية، بالغ الطول كثير التفاصيل، وهو بالنسبة لتاريخ الأندلس بمنزلة تاريخ الطبري بالنسبة للمشرق بل إن شخصية ابن حيان كانت من النبوغ
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 568