اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 567
الفصل السابع: كتب تاريخية في خدمة الأدب الأندلسي مدخل
...
الفصل السابع: كتب تاريخية في خدمة الأدب الأندلسي:
مصادر أخرى تاريخية:
التاريخ الإسلامي والأدب العربي فرعان من فروع المعرفة الإسلامية وكلاهما مرتبط بالآخر ملتحم به، ذلك أن الأدب يخدم التاريخ ويحدد بعض وقائعه ويوثق كثيرًا من أخباره بما يرتبط بالحادثة أو الخبر من شعر أو نثر.
ومن ناحية أخرى فإن التاريخ يخدم الأدب بالقدر نفسه والسبيل عينه الذي يخدم به الأدب التاريخ.
وكتب التاريخ حافلة بالأخبار الأدبية، مليئة بالنصوص الشعرية، وهي أحيانًا تكون المصدر الوحيد لموضوع من موضوعات الشعر العربي فمن ذلك على سبيل المثال شعر الفتوح الإسلامية الذي تتمركز مصادره في صفحات كتب التاريخ دون غيرها، وإن الذي يستقرئ الطبري أو "فتوح البلدان" أو "مروج الذهب" أو "الفخري" أو "الكامل" سوف يزداد اقتناعًا بأن كتب التاريخ الإسلامي تشكل مصدرًا أصيلًا من مصادر الأدب العربي شعره ونثره.
ولما كان مؤرخو الأندلس تلامذة لمؤرخي المشرق نسجوا على منوالهم ورسموا على نهجهم، كانت كتبهم بدورها تشكل مصدرًا من المصادر الرئيسية للأدب الأندلسي بفرعيه الشعر والنثر ولقد بدا ذلك واضحًا كل الوضوح في الكتب التاريخية التي خلفها ابن الأثير والتي أشرنا إلى طرف منها قبل قليل ونحن نترجم للسان الدين، مثل كتاب "أعمال الأعلام" وكتاب "كناسة الدكان بعد انتقال السكان" وكتاب "الإحاطة في أخبار غرناطة" وكتاب "نفاضة الجراب" وهكذا ... فإذن نستطيع أن نقرر من واقع الاستنتاج البدهي والاستقراء العملي أن كتب التاريخ الأندلسي تشكل ما قد اعتبرناه مصدرًا رئيسيًّا من مصادر الأدب الأندلسي.
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 567