اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 482
ثالثًا: هناك بعض نواحي النقص أو القصور في الكتاب، ذلك أن المؤلف لا يهتم بسنوات وفاة أعيانه، فإن عددًا كبيرًا منهم قد أغفل ذكر سنوات وفاتهم، بل إنه يخطئ في بعض الأحيان في تحديد سنة الوفاة، فعلى سبيل المثال ذكر أن أبا العباس الأعمى الشاعر "واسمه الحقيقي السائب بن فروخ" قد توفي في حدود المائة. ومن الثابت تاريخيًّا أن حوارًا ممتعًا يتعلق ببني أمية قد جرى بينه وبين المنصور العباسي أثناء تولي المنصور الخلافة أي بعد سنة 136 هـ على وجه اليقين وبذلك يكون الخطأ في تحديد زمن وفاة أبي العباس الأعمى خطأ كبيرًا. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه لا يضبط الأسماء والألقاب والكنى والبلاد كما فعل ياقوت، ولعل ذلك أمر طبيعي، إنه طبيعة الفارق الكبير بين ابن خلكان العالم وابن شاكر الوراق. والأمر الثالث أن المؤلف يتناول بعض الأعيان بما لا يشفي غلة أو يعطي فائدة فلا يزيد على أن يذكر للعين مقطوعة أو مقطوعتين من الشعر لا تتعدى المقطوعة بيتين، وتلك ظاهرة واضحة في كثير من صفحات الكتاب في عدد غير قليل من التراجم. وأما الأمر الرابع فهو أن ابن شاكر في ترجماته عالة على معاصره العالم الكبير صلاح الدين الصفدي في كتابه الكبير الوافي بالوفيات الذي سوف يأتي ذكره بعد قليل فإنه يكاد ينقل منه نقلًا، وهوأمر واضح في كثير من الترجمات لعل أقربها إلينا ترجمته لابن خلكان، فضلًا عن أنه كثيرًا ما ينقل من معجم الأدباء لياقوت[1].
ومع ذلك فإن الكتاب جهد مفيد لا غنى لمن يعمل في حقل الأدب، والمعرفة العامة عن الاستعانة به والاطلاع عليه كلما أراد أن يستجلي أمرًا متصلًا بعين من أعيان تاريخنا وأدبنا. [1] انظر مقدمة مرجوليوت لمعجم الأدباء "1/ 11".
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 482