اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 470
على جانب العلم، مع أقوال من بدائع الأصمعي ولطائف من بدائه التاريخي[1]، وأما الفصل الآخر فيخصصه لفضيلة علم الأخبار[2] مع نخبة من المحاورات والأسماء والأشعار التي جعلها المؤلف بمثابة التوابل اللذيذة، التي توضع على الطعام، فتحبب إلى المرء تناوله في شهية والإقبال عليه في رغبة والاغتراف منه في لذة وتحصيل قدر منه في متعة.
خامسًا: يضم الكتاب عددًا كبيرًا من التراجم قدرها ألف وخمس وستون ترجمة لأعلام الآداب، والمعارف على مساحة الأراضي الإسلامية، والعربية كلها منذ القرن الأول الهجري حتى زمان المؤلف بحيث إنه ترجم لبعض من رآهم والتقى بهم وتحدث إليهم.
وتبلغ الترجمة أحيانًا حدًّا من الطول بحيث تصلح أن تكون كتابًا بذاته، وتبلغ حدًّا من القصر أحيانًا أخرى بحيث لا تتعدى كلمات سبعًا أو ثمانٍ.
فمن التراجم الطويلة على سبيل المثال ترجمة الصاحب إسماعيل بن عباد التي استغرقت النصف الثاني كله من الجزء السادس من المعجم، ومنها ترجمة أحمد بن عبد الله بن سليمان المشهور بأبي العلاء المعري[3] ومنها ترجمة الحسن بن عبد الله المرزباني النحوي المشهور بأبي سعيد السيرافي[4]، ومنها تلك التي لأسامة بن منقذ العالم الفارس الأمير الشاعر بحيث استغرقت ترجمته النصف الثاني بأكمله من الجزء الخامس من المعجم[5].
يقابل هذه التراجم المفصلة البالغة الطول تراجم أخرى بالغة القصر إلى المدى الذي يكاد يصاب المعجم بسبب قصرها بالخلل، ولكن لم يكن لدى ياقوت من حيلة في ذلك، فهو يرى أن ذكر الشيء القليل مهما بلغ من ضآلة خير من عدمه فمن التراجم البالغة القصر على سبيل المثال، تلك التي أوردها لأحمد بن عبد الله المهاباذي الضرير، يقول فيها ما نصه: "من تلاميذ عبد القادر الجرجاني، له شرح كتاب اللمع"[6] أو تلك التي ترجم بها لجعفر بن هارون بن إبراهيم النحوي الدينوري، وفيها يقول: "أبو محمد، روى عنه ابن شاذان في شوال سنة أربع وأربعين وثلاثمائة"[7]. أو تلك التي ترجم بها لمحمد بن الحسن البرجي [1] مقدمة معجم الأدباء "ص66" وما بعدها. [2] المصدر نفسه "ص91" وما بعدها. [3] معجم الأدباء "3/ 107-218". [4] معجم الأدباء "8/ 145-232". [5] معجم الأدباء "5/ 168-317". [6] المصدر "3/ 219". [7] المصدر "7/ 205".
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 470