responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 466
وإن حجب عنا -دون قصد- عنوان الكتاب.
غير أن هذه الكتب جميعًا على وفرة نفعها وجلال قيمتها، لم تكن لديه بالمنزلة التي يرتضيها، فحاول تأليف كتاب يرضي به طموحه العلمي شاملًا أخبار كل ذي ثقافة وجميع أصحاب المعرفة من النحويين، واللغويين، والنسابين والقراء المشهورين، والأخباريين، والمؤرخين، والوراقين، المعروفين، والكتاب، والمترسلين والخطاطين، والمؤلفين.
إن ياقوتًا يوضح منهجه بهذا القول من مقدمة كتابه:
"وكنت مع ذلك أقول للنفس مماطلًا، وللهمة مناضلًا، رب غيث غب البارقة، ومغيث تحت الخافقة إلى أن هزم الياس الطمع، واستولى الجد على اللعب الولع، وعلمت أنه طريق لم يسلك، ونفيس لم يملك، فاستخرت الله الكريم واستنجدت بحوله العظيم، وجمعت في هذا الكتاب ما وقع إلي من أخبار النحويين واللغويين والنسابين، والقراء المشهورين. والأخباريين والمؤرخين والوراقين المعروفين، والكتاب المشهورين، وأصحاب الرسائل المدونة، وأرباب الخطوط المنسوبة والمعينة، وكل من صنف في الأدب تصنيفًا، أو جمع في فنه تأليفًا، مع إيثار الاختصار، والإعجاز في نهاية الإيجاز ولم آلُ جهدًا في إثبات الوفيات، وتبيين المواليد والأوقات، وذكر تصانيفهم، ومستحسن أخبارهم، والأخبار بأنسابهم، وشيء من أشعارهم، فأما من لقيته أو لقيت من لقيه، فأورد لك من أخباره وحقائق أموره، ما لا أترك لك بعده تشوقًا إلى شيء من خبره، وأما من تقدم زمانه، وبعد أوانه، فأورد من خبره ما أدت الاستطاعة إليه، ووقفني النقل عليه، وفي تردادي إلى البلاد، ومخالطتي للعباد، وحذفت الأسانيد إلا ما قل رجاله، وقرب مناله مع الاستطاعة لإثباتها سماعًا وإجازة، إلا أنني قصدت صغر الحجم، وكبر النفع، وأثبت مواضع نقلي ومواطن أخذي من كتب العلماء المعول في هذا الشأن عليهم، والمرجوع في صحة النقل إليهم، وكنت قد شرعت عند شروعي في هذا الكتاب أو قبله، في جمع كتاب في أخبار الشعراء المتأخرين والقدماء، ونسجتها على هذا المنوال، وسبكتها على هذا المثال، في الترتيب، والوضع والتبويب، فرأيت أكثر أهل العلم المتأدبين، والكبراء المتصدرين، لا تخلو قرائحهم من نظم شعر، وسبك نثر، فأودعت ذلك الكتاب كل من غلب عليه الشعر، فدون ديوانه، وشاع بذلك ذكره وشأنه، ولم يشتهر برواية الكتب وتأليفها، والآداب وتصنيفها، وأما من عرف بالتصنيف، واشتهر بالتأليف، وصحت روايته، وشاعت درايته وقل شعره، وكثر نثره، فهذا الكتاب عشه ووكره، وفيه يكون ثناؤه وذكره، وأجتزئ به عن

اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست