اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 41
القارئ تفاصيله الدقيقة التي تدل على عبقرية القوم وبعد نظرهم وبسطة إدراكهم لمهمة العالم المحقق المدقق الذي يعرف طريقه بدقة وحصافة ومقدرة، الأمر الذي جعلهم أساتذة المنهج العلمي في التأليف العربي والتأليف الغربي[1]. [1] تراجع الموضوعات تفصيلًا في علوم الحديث لابن الصلاح، ومعرفة علوم الحديث لأبي عبد الله الحافظ النيسابوري. تدوين العلوم والمعارف:
إن كثيرًا من النصوص والأخبار تدل على أن التدوين بدأ في وقت أكثر تبكيرًا مما يظن كثير من الدارسين، وأنه يمكن أن يكون قد بدأ في عهد معاوية بن أبي سفيان، فقد مر أن معاوية استحضر من اليمن عبيد بن شربة الجرهمي إلى دمشق وسأله عن الأخبار المتقدمة وملوك العرب والعجم وسبب تبلبل الألسنة وأمر افتراق الناس في البلاد، إلى غير ذلك مما عن لمعاوية من أسئلة، فكان عبيد يجيبه إجابات مستفيضة مفيدة مما جعل معاوية يأمر بهذه المعلومات أن تدون وأن تنسب إلى مدونها عبيد بن شريه[1]. والقضية بهذا الشكل تفيد أن الخلفاء الأول كانوا حريصين على تتبع أشكال من الثقافات غير الدينية وكانوا أيضًا حريصين على تدوينها محافظة عليها من أن تضيع بموت صاحبها، وكي ينتفع الناس بها مقروءة لا مروية. هذا من ناحية، وأما الناحية الأخرى فتكمن في ما يسمى في زماننا بحق التأليف، فقد حرص معاوية على أن يحفظ لعبيد حقه الأدبي بنسبة المدونة إليه وحملها اسمه، وهو معنى راقٍ يدل على وعي مبكر بقدر العلماء ورواة الأخبار.
هذا وقد عاش عبيد بن شرية طويلًا؛ لأنه أدرك النبي وإن لم يسمع منه، ومات في زمان عبد الملك بن مروان، وينسب إليه كتابان هما "كتاب الأمثال" و"كتاب أخبار الملوك الماضين".
ومعنى ذلك أن التدوين العام القريب من التأليف بدأ منذ منتصف القرن الأول الهجري.
وفي الفترة نفسها عاش صحار العبدي الخارجي المحدث النسابة الخطيب، وإليه ينسب واحد من كتب الأمثال بعنوان كتاب الأمثال. كما أنه فيما يذكر ابن النديم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة[2].
ويذكر صاحب الفهرست قصة محمد بن الحسين الذي كان هاويًا لجمع الكتب ويقول [1] الفهرست "ص138". [2] الفهرست "ص138".
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 41