اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 388
على أن الذي نهتم له هنا هو أن حمادًا هذا كان أول من دون شعرًا، فقد جمع القصائد الجاهلية المشهورة وسماها المعلقات أو السموط، وهناك اختلاف في عدد المعلقات التي جمعها وأصحابها، وهل هي خمس أو سبع أو عشر. غير أن هناك اتفاقًا في الروايات على أن خمسًا منها من جمعه وهي معلقات امرئ القيس، وطرفة، ولبيد، وزهير، وعمرو بن كلثوم، والمعلقتان الأخريان المختلف عليهما هما قصيدتا عنترة والحارث بن حلزة، أو قصيدتا النابغة الذبياني والأعشى. وإن كان المفضل الضبي يرى أن المعلقتين السادسة والسابعة هما للنابغة والأعشى حسبما ذكر بروكلمان[1].
ولقد لقيت المعلقات من عناية الدارسين والشارحين ما لم تنله أي مجموعة، أو ديوان من دواوين الشعراء ربما باستثناء ديوان المتنبي، وهي أحيانًا تذكر بعنوان المعلقات العشر أو القصائد العشر بإضافة قصيدة عبيد بن الأبرص إلى القصائد التسع التي مر ذكرها. على أن أهم الشروح التي كتبت لهذه القصائد وأجودها هي شروح الحسين بن أحمد الزوزني المتوفى سنة 486هـ وأبي بكر الأنباري المتوفى 327هـ ويحيى بن علي التبريزي المتوفى 502هـ. [1] تاريخ الأدب العربي "ص 67". المفضليات:
وهي كما يبدو من عنوانها من جمع واختيار المفضل الضبي المتوفى سنة 175هـ، والذي سبقت لنا دراسة مختصرة لحياته في مستهل هذا الكتاب، والحق أن المفضليات تعتبر أول جمع أو اختيار يسجل على صفحات قرطاس ويعلم به فرد بذاته، ومن ثم فإن المفضليات من حيث ارتباطها بمنهج هذا الكتاب يمكن أن يكون مكانها في باب الأمالي؛ لأنها أمليت على الأمير العباسي محمد بن جعفر المنصور الذي صار خليفة فيما بعد وتلقب بالمهدي، ويمكن أن يكون مكانها في باب كتب الحماسة واختيارات الشعراء -أعني هذا الباب-؛ لأنها تضم قصائد مختارة، ومن ثم آثرنا إثباتها وزميلات لها مثل مختارات الأصمعي "الأصمعيات" ومختارات القرشي "جمهرة شعراء العرب"، وديوان الهذليين هنا في هذا الباب لارتباطه بتدوين الشعر، وأول من حاول جمع اختيارات منه ونماذج.
ويضم ديوان المفضليات التي بين أيدينا، ونعتمد عليها في هذه الدراسة مائة وثلاثين [1] تاريخ الأدب العربي "ص 67".
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 388