responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 321
الفصل السابع: أمالي ابن الشجري:
ابن الشجري عالم جليل كان فيما يقول ياقوت: أوحد زمانه وفرد أوانه في علم العربية، ومعرفة اللغة وأشعار العرب، وأيامها وأحوالها [1]، وإذا كان كل من صاحبي الأمالي اللذين مر ذكرهما قد احتل مكانة رفيعة لدى السلطان وجمهرة العلماء، فاضلًا سمحًا كريمًا، فإن ابن الشجري كان امتدادًا لهذه الدرجة العلمية الظليلة، ولعله كان في خلقه، ومكانته، وعلمه أقرب إلى الشريف المرتضى منه إلى أبي علي القالي، فلقد كان ابن الشجري من الدوحة العلوية، وكان نقيبًا للطالبيين في الكرخ نيابة عن والده، كما كان بيته منتجع الطالب ومقصد المتأدب ومنتدى الفضل ودوحة العلم، وهو في هذه الخلات شبيه بالشريف المرتضى، ثم هو بعد ذلك شاعر أديب، ومؤلف في علوم العربية له تآليف جليلة القدر طيبة الأثر.
إن اسمه كاملًا هبة الله بن علي بن محمد ... بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكنيته أبو السعادات، وشهرته ابن الشجري، وقد اختلف المؤرخون في هذه النسبة، وهل هي إلى "شجرة" قرية من ضواحي المدينة، أم إلى أحد أجداده الذي كان اسمه شجرة؟ فقد كان من الأسماء التي يسمي العرب بها أبناءهم اسم شجرة[2].
لقد عمر أبو السعادات طويلًا حتى نيف على التسعين 450-544هـ كان أهلًا للفضل جادًّا في حياته، أنفقها كلها في العلم، وهو يصور الجد في قوله:
لا تمزحن فإن مزحت فلا يكن ... مزحًا تضاف به إلى سوء الأدب

[1] معجم الأدباء "19/ 282".
[2] وفيات الأعيان "6/ 50".
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست