responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 266
لعنوانه كان "الأغاني"، فإن الأصبهاني قد عمد إلى ذكر المائة صوت المختارة للرشيد، وهي التي كان قد أمر كلا من المغنين الكبار: إبراهيم الموصلي وإسماعيل بن جامع، وفليح بن العوراء باختيارها له من الغناء الذي عرفوه. وهذه الأصوات "الألحان" المائة كانت قد رفعت بدورها إلى الواثق بن المعتصم، فرأى أن يدخل بعض التعديلات في اختيار الأصوات التي جمعت لجده، وكان مولعًا بالطرب محبًّا للموسيقى مشاركًا فيها حتى إنه صح بنفسه مائة صوت "لحن" ليس فيه صوت ساقط. إن الواثق يأمر إسحاق الموصلي أن يختار مما جمعه أبوه وزملاؤه أحسنها، ويبدل منها ما ليس جديرًا بأن يكون في المرتبة العليا من الأصوات بحيث يحصي تلك التي تجمع النظم العشر المشتملة على سائر نغم الأغاني والملاهي والأرمال الثلاثة، إلى غير ذلك من التفاصيل الموسيقية التي لا يستطيع هضمها إلا من كانت له مشاركة فعالة في الموسيقى ثقافة وعزفًا.
والواقع أن الرشيد حين أمر المغنين بأن يختاروا له مائة صوت وتم له ما أرد، أمرهم بأن يختاروا عشرة منها فاختاروها، ثم أمرهم أن يختاروا أفضل ثلاثة منها فاختاروها. ولكن أبا الفرج في "أغانيه" يستفتح عمله بذكر الأصوات الثلاثة، ثم لا يلبث أن ينطلق منها صوتًا بعد صوت حتى يتم المائة إحصاء، أو بعبارة أخرى حتى يتمها تسعة وتسعين، وهي عدد الأصوات الحقيقية التي سجلها.
وكتاب الأغاني فريد في بابه من حيث كونه أكبر مرجع عربي في ذكر الغناء وتاريخه وقواعده والآلات الموسيقية التي كانت على عصره أو سابقة عليه، ولكي نكون على شيء من الحرص فنحن نستثني من ذلك كتاب "الموسيقى الكبير" للفارابي، فإنه أكبر وأعظم عمل موسيقي عربي، إلا أن هناك فرقًا كبيرًا بين طبيعة الكتابين، بحيث لا يجمل الخلط بينهما ولا تحمد المقارنة.
وكمصدر أعلى للغناء العربي فإن الأصفهاني يلم بكل المغنين والمغنيات وفنونهم، وأخبارهم وألحانهم في أجزاء الكتاب على سعة رقعتها، ويعرف بأول مَن دون الغناء العربي، وهو الكاتب يونس بن سليمان من أهل المدينة، الذي أخذ فنه عن الرعيل الأول من رواد الغناء العربي مثل معبد والغريض وابن سريج وابن محرز. ولقد وصل صيت يونس وفضله إلى الوليد بن يزيد، وهو من نعرف حبًّا للطرب وشغفًا بالموسيقى وإقبالًا على الملذات، فاستقدمه من المدينة وقربه إليه وظل مقيمًا في الشام عنده حتى مقتله[1].
وقارئ كتاب الأغاني سوف يصادف في طريقه كثيرًا من المصطلحات التي يستغلق

[1] الأغاني "4/ 399".
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست