responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 23
الفصل الثاني: فجر الحركة التاريخية
لم يعرف "التاريخ" عند العلماء القدامى بادئ ذي بدء كعلم محدد الوظيفة الثقافية كما هو الحال بعد ذلك بفترة طويلة من الزمان، وإنما كانت هناك حاجة إلى المعرفة العامة في نطاق التطور الجديد للمجتمع الإسلامي الواسع المترامي الأطراف الذي ضم أممًا عديدة وعناصر شتى.
لم يكن هناك تسمية واضحة لجميع المعارف عن هذه الأمم وعن تلك العناصر الجديدة، ولكن كان لا بد من جمع معارف عن المملكة الإسلامية وماضي شعوبها والممكن من أخبارها، وكانت هناك ضرورات لهذا الجمع لعلها تتمثل في النقاط الآتية:
- إن اتساع الدولة جعلها في حاجة شديدة إلى العلم بطرق تحصيل الأموال وحفظها وصرفها، والإدارة والتنظيم وطريقة الحكم، وسير رجال الأمم، والسياسات والحروب والمكايد، وكانت هذه هي الطريقة التي يثقف معاوية بها نفسه على سبيل المثال.
- هناك فئات كثيرة دخلت الإسلام بعاداتها وتقاليدها وعقائدها وتاريخها، فاليهود مثلًا نشروا أخبارهم بين المسلمين وهو ما يسمى بالإسرائيليات، والنصارى فعلوا الشيء نفسه، والفرس دخلوا بتاريخهم وأساطيرهم، وكانت كثير من الأخبار التي يحفظونها ويرددونها لا تخلو من عصبية لأصحابها.
- الاهتمام بجمع الحديث؛ لأن فيه كل ما كان يفعله الرسول من عبادات وتشريع ومعاملات، وفيه وعظ وإرشاد. وفيه كل ما يتعلق بحياة الرسول في مكة والمدينة وتحركاته وغزواته.
- ضرورة الاهتمام بأعمال الخليفة الأول أبي بكر وتسجيل فتوحات الخليفة الثاني عمر وما اتصل بحكم كل منهما من أحداث هامة وما أكثرها وأجلها.

اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست