responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 191
الفصل السادس: أحمد بن أبي طاهر "ابن طيفور"
...
الفصل السادس: أحمد بن طيفور 204-280هـ:
إن أحمد بن أبي طاهر المشهور بابن طيفور واحد من سدنة المكتبة العربية الذين أسهموا في إثرائها بالعديد من الكتب النفيسة والمؤلفات القيمة في بكرة نشأتها الفنية الغنية المباركة، وهو معاصر للنخبة الممتازة من أعلام الفكر الإسلامي ورواد المعرفة العربية مثل ابن قتيبة الدينوري المتوفى 276 وأبي حنيفة الدينوري المتوفى 282هـ وأبي العباس المبرد المتوفى 286، وأبي العباس ثعلب المتوفى 291. لقد كان عصرًا فنيًّا من عصور دنيا المعرفة والفكر والتأليف بحيث يحار المرء في تقويمه، وما إذا كان عصر طفولة التأليف أم عصر شبابه، وإن الأمر يكاد يشتبه على القارئ الدارس المستقصي، فإذا كان لكل ظاهرة متطورة طفولة ويفاع وشباب وهرم وشيخوخة، فإنه في ضوء المقاييس المنطقية تكون هذه الفترة التي نحن بسبيل الحديث عنها فترة الطفولة أو على الأكثر فترة البقاع. فإذا أمعنا النظر في كثرة التآليف ووفرة الآثار العلمية ونفاسة قيمتها وعمق تناولها لا نتردد في الحكم على تلك الفترة إلا بأنها فترة شباب للمعرفة الإسلامية، ذلك الشباب الذي بدأ يغير طفولة ثم استمر حقبة من الزمان طويلة تفوق شباب معرفة أي أمة من أمم الأرض ذات الحضارة العقلية والتراث الإنساني.
وإذا كان أبو العباس المبرد العالم الجليل الذي عاصره ابن طيفور وخالطه وشاكسه صاحب أدب يغلب عليه طابع اللغة. وإذا كان أبو العباس ثعلب يغلب عليه النحو واللغة والرواية. وإذا كان أبو حنيفة الدينوري تغلب عليه صفة الشمول الثقافي بين تاريخ ورواية وأخبار ولغة وهندسة ورياضة ونجوم، فإن ابن طيفور تغلب عليه صفة الأدب وتاريخه والتأليف فيهما، وبخاصة أخبار الشعراء مع إسهام في التأليف التاريخي والأخبار والنوادر

اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست